مصر، يتحدث ماضيها المجيد من خلال معابدها، وضروحها، الناس في كل أنحاء العالم مفتونون بغموض، وجمال الحضارة المصرية القديمة، إلا أن كل من شاهدها، تمنى لو يمتلك قطعة منها.
لآلاف السنين والتاريخ المصري يظهر من خلال قطع أثرية، ومسكوكات ذهبية مدفونة تحت الرمل، يعكف علماء الآثار على استخراجها، وتحليلها، ودراستها، وإرسالها لكلّ أنحاء العالم، كقيمة أثرية نادرة، يمكن أن لا يتواجد مثيل لها إلا في مصر.
أبو الهول تمثال منحوت بالصخر بالكلسي، يمثل شخصية أسطورية، نحُتت لتكون حارسة للمكان الذي تقبع فيه، له رأس إنسان، وجسد أسد، يتربع على قاعدة حجرية ضخمة، بجانب الأهرامات، في الجيزة.يعدّ أبو الهول من أقدم التماثيل التي عرفت في الجيزة، فقد دلّت الدراسات الأثرية على أنّه نحت في الفترة الواقعة بين عام ألفين وخمسمئة واثنين وثلاثين، وعام ألفين وخمسمئة وثمانية وخمسين، على زمن الفرعون خفرع، باني الهرم الثاني في الجيزة.
يبلغ طول تمثال أبو الهول حوالي ثلاثة وسبعين متراً، وعرضه تسعة عشر ونصف متراً، وهو يرتفع عن سطح الأرض بحوالي عشربين متراً، وقد كشفت علماء الآثار أنّه كان عبارة عن قطعة حجرية ضخمة، قبل أن يأمر خفرع بنحته، وتنصيبه حارساً للمنطقة.
الأهراماتتقع الأهرامات على مسافة تجمع بين منطقتي أبو رواش في الجيزة، حتى منطقة الهوراة في بلدة الفيوم، وقد بناها ملوك الفراعنة كمقابر ملكية لهم، لتساعد أجسادهم المنحطة بعد الموت من الانتقال للسماء، والانضمام لبقية الآلهة هناك، لرعاية شعبهم، وإفاضة الخير، والبركات، الرخاء عليهم.
استغرق بناء الأهرامات المصرية والتي أخذت أسماءها من الفراعنة التي بنيت على زمنهم، "خوفو، وخفرع، ومنقرع" أكثر من مئة عام، وكان ذلك من الفترة ما بين ألفين وستمئة وأحد عشر، إلى ثلاثة الآلاف وستمئة وثلاثين، ويعدّ هرم خوفو الهرم الأكبر بينهم، بناه الفرعون خوفو في زمن حكمه، وقد تميّز هذا الهرم بكثرة النقوش، والرسومات التي برزت على جدرانه، تظهر فيها أمجاد فرعون، وبعض التراتيل، والكلمات المقدّسة التي يجب أن يقدّمها فرعون للآلهة بعد رحيله، لتحيتهم، وأخذ البركات منهم.
مخطوطة الأبواب الملك رمسيس الأول فرعون مصرعلى الرغم من أنّ رمسيس الأول لم يحمل في عروقه دم الفراعنة الأصيل، إلا أنّه استطاع الوصول للحكم في سنّ متأخرة من عمره، ولقد أخذ لقب الفرعون رمسيس الأول.
انتقل له الحكم بعد وفاة توت عنخ آمون في فترة مراهقته، والذي مات دون أن يترك له وريثاً، ومن بعده أخذ الحكم مستشاره حورمحب الحكم، والذي لم يبقى طويلاً أيضاً، ورحل هو الآخر، ولكن قبل رحيله أاتمن ذراعه الأيمن ويدعى رمسيس على الحكم، وكان هذا قائداً عسكرياً، قوياً، تشهد له بطولاته في تخليص الحدود الشمالية لمصر من يد الحوثيين آنذاك، فقلده شعبه ملكاً عليهم، حيث قام بإعادة بناء السلالة الملكية من جديد، السلالة التاسعة عشر من الفراعنة.
لم يتمكّن رمسيس الأول من ترك آثار كثيرة تدلّ على إنجازاته في الفترة التي حكم فيها مصر، إلا مخطوطة اعتبرت من المخطوطات الهامة التي وجدت معه في المدفن الخاصّ به، وهذا المخطوطة تدعى كتاب الأبواب، حيث توضح المعتقدات المصرية القديمة، وبعض التراتيل الدينية التي تؤنس الملك بعد انتقاله للحياة الأخرة.
أبرز الآثار الفرعونية المصرية بشكل عامالمقالات المتعلقة بآثار مصر الفرعونية القديمة