آثار مصر تشهد الكتب التاريخيّة والدراسات؛ قديمها وحديثها استحالةَ وجودِ مكان أو بقعة من أرض الكنانة تخلو من الآثار، وإنّ ذلك ليدلّ على عبقريّة الإنسان المصري عبر العصور قاطبة، وتفوّقه في جميع المجالات الحياتيّة، وخاصّة العمارة التي استطاع على مرّ الزمن التطوير والتغيير، لتبقى أعماله شاهدة على نبوغه ومهارته .
مراحل الآثار الفرعونية وبحسب دائرة الآثار المصريّة، فإنّ آثار مصر تتوزّع على أربع مراحل، وهي بحسب التسلسل الزمني كالتالي :
=== الآثار فرعونيّة القديمة ===
تُعدّ الآثار الفرعونيّة القديمة الأكثر انتشاراً في كافّة أرجاء مصر، سواء كان من حيث عددها الكبير، أو من حيث تعدّد أماكنها، وتمتدّ على مساحة البلاد
- مدينة الفيّوم: يشتهر في الفيوم هرم سيلا، وأيضاً معبد للاهون، والعديد من المقابر، كمقبرة الأميرة نفروبتاح، وأيضاً جبانة اللاهون، ومقبرة مكت، وقاعدتين لتمثالي آمنمحات الثاني، وقصر الصاغة، وقصر اللابرنت،ومسلة سنوسرت، إضافة لهرم هوارة.
- مدينة الأقصر والتي تكثر فيها المعابد، كمعبد آمون رع الكبير، ومعبد رمسيس الثّالث بموقع الكرنك، ومعبد الإله خونسو، وأيضاً صرح معبد أمون، إضافة لوجود عدد من المقابر الشهيرة، كمقبرة الملك توت غنخ آمون الموجودة في وادي الملوك في الجهة الغربيّة لبرّ الأقصر، حيث تقع فيها أيضاً مقبرة الملك سيتي الأول، وهنالك أيضاً في وادي الملوك مقبرة الملك أمنحوتب الثّاني، والذي يُعد الملك السّابع للأسرة الثّامنة عشر، ولا ننسى في الأقصر وجود متحف الأقصر، وأيضاً مجمع معابد الكرنك، وتمثالا ممنون.
- مدينة أسوان: وهنالك في مدينة أسوان عدّة آثار عظيمة، بدءاً من "معبد أبو سمبل" ذي الحجم الكبير، والذي يضمّ ساحة أماميّة، وأيضاً قاعة الأعمدة، إضافة لقدس الأقداس، وهنالك المعبد الصغير والذي يُعرف بمعبد حتحور، حيث تمّ بناؤه خصيصاً للملكة نفرتاري، ويوجد أيضاً المعبد الكبير، وهو خصيصاً للملك رمسيس الثّاني.
- مدينة المنيا : تُعدّ مدينة المنيا هي مكان المقابر الفرعونيّة العديدة، ومن هذه المقابر الموجودة في تلّ العمارنة، هُيا، أحمس، ميريرى، بانيهس، ماهو، أى، خيتى، باقيت، خنومحوتب، أمنمحات، وجبانة بني حسن.
- الواحات: توجد في الواحات آثار فرعونيّة عظيمة وكثيرة، ففي واحة سيوة هنالك معبد أمون، وأيضاً هيكل أمون، إضافة إلى مدينة أكروبليس، وجبل موتى المصريين، وهنالك جبل الدرور وأيضاً آثار قوريشت، والواحة الداخلة يوجد فيها قرية بلاط الفرعونيّة، وأيضاً في الواحة الخارجة هنالك معبد دوش الذي بناه الإله إيزيس، وبعض الآثار في واحة الفرافرة والواحات البحريّة.
- مدينة سيناء: تتوزّع الآثار فيها بين منطقتها الشماليّة والمنطقة الجنوبيّة منها، حيث نجد في القسم الشمالي تل الفرما، وتل حبوة، وأيضاً تل أبو صيفي، وعين القديرات، أمّا في القسم الجنوبي هنالك المغارة وأيضاً سرابيط الخادم، ومعبد حتحور.
- كنوز الملك توت غنخ آمون: وقد وجدت جميع كنوزه في مقبرته الواقعة في الأقصر، حيث وجد فيها كلّ ما يتعلّق به منذ أن كان طفلاً من ألعاب وأكسسوارات وأيضاً ملابس، إلى أن أصبح كبيراً، حيث وجد قناعه الذهبي والخناجر الخاصة به والأقواس والقلائد والأقراط والتيجان وما إلى ذلك من أغراضه الخاصّة.
===الآثار اليونانيّة الرومانيّة===
إنّ الآثار اليونانيّة والرومانيّة توجد في منطقة الإسكندريّة على وجه الخصوص، وذلك نظراً لأنّهم قد حكموا هذه المدينة دون غيرها، ومن أشهر الآثار لهم هو حصن بابليون، والذي يُعرف أيضاً باسم قلعة بابليون أو قصر الشمع، وقد تمّ بناؤه للسيطرة على الطريق الداخلي، لمواجهة أيّ حركات ثوريّة يمكن أن تقوم ضدّهم .
=== الآثار القبطية ===
إنّ في فترة اعتناق مصر للديانة المسيحيّة عرفت الدولة الكثير من المظاهر الفنية والحضاريّة، بالرغم من الاضطهاد الذي عاناه الأقباط من الحكم الروماني، إلاَّ أن آثارهم كانت في معظمها عبارة عن كنائس وأديرة.
- مدينة القاهرة: يوجد في مدينة القاهرة العديد من الكنائس القبطيّة المبهرة كالكنيسة المعلّقة، وكنيسة القدّيسة باربارة، وأيضاً كنيسة أبي سرجة، وهنالك كنيسة قصريّة الريحان، وكنيسة ماري جرجس، إضافة لكنيسة القدّيس مارقوريوس أبو سيفين، ونجد ديراً خاصّة للراهبات البنات .
- مدينة الفيوم: هنالك أيضاً عدد من الأديرة العريقة والقديمة، كدير العزب المعروف بدير ديموشيه، وأيضاً دير غبريـال الموجود بجبل النقلون، ويُعرف بدير رئيس الملائكة.
- مدينة سيناء: تُعتبر من أولى المدن التي عرفت المسيحيّة في مصر، حيث نجد فيها دير سانت كاترين، والذي يضم الكنيسة الكبرى وأيضاً مكتبة، ونجد في سيناء محمية الزرانيق، والتي تعود إلى مكان إقامة العائلة المقدّسة بأرض مصر.
=== الآثار الإسلاميّة ===
لقد أنشأ مدينة القاهرة القائد جوهر الصقلي في العصر الإسلامي، ولذلك فإنّ هذه المدينة تزخر بالآثار الإسلاميّة العريقة، والتي أولت عناية بالناحية العمرانيّة، ولذا فإنّ أغلب هذه الآثار هي لمساجد فريدة، كجامع عمرو بن العاص، والذي يُعتبر أوّل جامع يتمّ بناؤه في القارّة الأفريقيّة، وأيضاً هنالك الجامع الأزهر؛ والذي هو عبارة عن جامعة ومسجد كبير، وقد خرّج العديد من العلماء في أصول الفقه والدين.
وهنالك جامع محمّد علي الموجود في قلعة الجبل، والذي يحوي على مئذنتين شاهقتيْ الارتفاع، وأيضاً هنالك جامع الناصر محمد بن قلاوون، إضافة إلى مسجد الرفاعي، كما يوجد في مدينة القاهرة مقياس النيل الموجود في الروضة، والذي هو من أشهر الآثار التي خلّفتها الدولة العبّاسيّة في مصر، ولا ننسى قلعة الجبل الشهيرة وهي قلعة صلاح الدين الأيوبي، كما لا ننسى المسجد الذي بُني في عهد الفاطميين في دير سانت كاترين بمدينة سيناء.