محتويات
الخيول
الخيول هي من الحيوانات الأليفة التي اعتاد الإنسان أن يقتنيها ويستأنسها مُنذ قديم الزّمن، وللخيول أنواع كثيرة مُنتشرة في بقاع الأرض، ومنها الخُيول الأصيلة ومنها الهَجينة، ومن أشهر الخيول الأصيلة تلك التي تعيش في الدّول العربيّة، وتختلف الخيول عن بعضها؛ فالخيل العربيّ يختلف عن الخيل الأوروبيّ والخيل الأمريكيّ والخيل الكنديّ، فكلُّ واحدٍ من هذه الأنواع يُعتَبر سُلالة مُستقلّة لها مُميّزاتها المُختلفة من حيث القوّة والتحمّل والرّشاقة وغير ذلك. يمرّ الخيل بمراحل عمريّة في دورة حياته، ومُعدّل حياة الحصان يتراوحُ من عشرين إلى ثلاثين سنة، ولذلك يُعتبر الحصان صغيراً من بداية ولادته إلى عمر ثلاث سنوات. في الماضي قبلَ أن يخترعَ الإنسان الأدوات الميكانيكيّة الحديثة لتأمين وسائل مُواصلاتٍ سريعة وفعّالة، كانت الخُيول واحدةً من وسائل النّقل الأساسيّة في العالم، وقد ساعدت الخيول على جرّ العربات وحملِ المُسافرين من مكانٍ إلى آخر، وكانت تُعتَبر من أفضل وسائل المُواصلات أيضاً بسبب سُرعتها الشّديدة مُقارنةً بغيرها.[١]
الخَيْل الصَّغير
تُوجد سلالاتٌ من الأحصنة تكون قزمةً الحجم بطبيعتها، ويُطلق على الحصان صغيرِ الحجم باللّغة الإنكليزية اسمُ بوني (بالإنكليزية: Pony)، وهو نوعٌ قزم يُماثل في حجمه الحصانَ الحقيقي عندما يكونُ مرحلة تطوره (والتي تستمرُّ حتى يبلغُ من العمر ثلاث سنوات)، وبعد هذا العمر يكتمل نموّ الأحصنة العاديّة بحيثُ تُصبح ضخمة، بينما تكونُ الأحصنة القزمة قد وصلتْ حجمها الأقصى، إلا أنَّ بعضَ النّاس لا يُميّزون بين المُهر الصّغير بطبيعته والحصان القديم، فإدراك الفُروقات بينهما يحتاج للاطّلاع على تربية الخيول، ويُعتبر الحصانُ القزم من الخيول التي يرجعُ أصلها إلى أوروبا، وهو خيلٌ فرنسيّ الأصل، مطلوب ومرغوب على نطاقٍ واسع، والسَّببُ الأساسيّ في انتشار اقتنائه أنَّه يُعطَى للأطفال ويُستغلّ في تعليمهم كيفيّة رُكُوب الخيل، إذ إنَّ حجمه مناسبٌ وهو بطبيعته خيلٌ هادئ ومُطيع بحيث يستطيع الطّفل الصّغير أن يركبه بأمان. تختلفُ الأحصنة القزمة في أحجامها بعضَ الشيء، لكنَّ مُعظم مُنظَّمات الخُيول تميلُ إلى تعريف الأحصنة البالغة ما يكونُ طولها عند الكَتف حوالي 145 سنتيمتراً.[٢]
اسمُ صغير الحصان
يُطَلق على صغير الحصان اسمُ المُهْر، وهو يُستعمل أيضاً للدّلالة على صغار أقارِبه، مثل الحمار المُستأنس وباقي فصيلة الخيول.[٣]
تاريخ علاقة الإنسان بالخَيْل
يعتقدُ العلماء أن أوَّل اتّصالٍ بين البشر والأحصنة البريّة لم يكُن في استئناسها أو الاستفادةِ منها لركُوبها، بل كانوا يصطادونها سعياً للحُصول على لحومها. وقد بدأ البشرُ بتربية الخيول واستعمالها في نقل أشيائهم قبل 6,000 عامٍ تقريباً، ولعلَّ ذلك حدثَ لأوّل مرّة في المناطق الجبليّة الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود، ومُنذ ذلك الحَين بدأ الحصان البريّ بالتعرُّض للكثير من المُؤثّرات التي فرضتها عليه بيئة الحياة مع الإنسان، والتي تسبَّبتْ بتغيُّراتٍ جوهريّة في مظهره وقُدراته أدَّت إلى تحوّله للحصان الحديث، ومن أهمّ هذه المؤثرات تغيّر المناخ، والطّعام المُقدّم إليه، والاستعمالات التي فرضها الإنسانُ على هذه الحيوانات التي أدّت إلى اختلاف نمط حياتها عمَّا كان عليه في البريّة.[٤]
وقد تطوّرت علاقةُ الإنسان بالحصان على مرّ الزّمن لتُصبح فريدة جداً من نوعِها، فهو بمثابة صديقٍ رافقَ البشر على مرّ آلاف السّنين، وكانت للأحصنة أهميّة شديدةٌ بحرثِ المزارع والحُقول في العصور القديمة، وكذلك في إيصال الرُكّاب والمُسافرين إلى وجهاتهم، وومُساعدة الرُّعاة على مُلاحقة حيواناتهم وماشيتهم، أو الصيّادين على اقتفاء أثر الحيوانات البريّة التي يسعُون لصيدها، بل وقدَّمت الأحصنة التّرفيه للإنسان من خِلال سباقات الخيل والعربات ومُبارزات الفروسيّة وغيرها من المُنافسات التي اعتمدت على مهارات التَّخْيِيل، بحيث أنَّ لقبَ "الفارس" أو "الفُرُوسيَّة" صارَ مُرتبطاً في العديد من الثّقافات بالشَّرَف والنّفوذ والاحترام والأخلاق الحَميدة.[٤]
دورة حياة الخَيْل
تتغذّى الخُيول في البريّة على الأعشاب والحشائش وغيرِها من النّباتات المَوجودة في السّهوب والمراعي المَفتوحة، وذلك رُغْم أنَّه يتمُّ إطعامها في الأُسَر أشياءَ مثل القشّ والحُبوب. وتَصرفُ هذه الحيوانات مُعظم وقتها في البحث عن النّباتات ورعيها؛ وذلك بسبب القيمة الغذائيّة المُنخفضة لمثلِ هذا الطّعام. وتعيشُ الخيول البريّة في مجموعاتٍ وقُطعان صغيرة يقودُها ذكرٌ واحد يكون مُسيطراً على القطيع، ويطردُ الذّكور اليافعة من قطيعه عندما تكبُرُ قليلاً بحيث تُصبح منافساتٍ له على إناث القطيع.
تلدُ إناث الخيول صغارها عادةً في شهر أبريل أو مايو عندما تكونُ بالأُسَر، وأما في البريّة فبين شهري مايو ويوليو، وتستمرُّ فترة الحمل لسنةٍ كاملة، تضع أنثى الخيل بعدها إما ذكراً أو أنثى، ويُسمّى الذّكر الصّغير (من عمر الولادة إلى عمر السّنة) باسم المُهر، وبالمِثْل تُسمّى الأنثى المُهْرَة. وتستطيعُ المُهُرُ الوقوف على قدميْها واللَّحاق بأمّها بعد أوّل ساعةٍ من ولادتها تقريباً، وتستطيعُ الأنثى التّزاوج مرّة جديدة بعد أسبوعٍ تقريباً من وضعِ المولود.[٥]
يستطيع الحصان العيش في بيئاتٍ مُختلفة ومُتنوّعة، حيث يعيش في الصّحراء، والجبال، والسّهول، والغابات، والحقول، ويُطلق لقب "الحصان الأصيل" على الأحصنة المعروفة بنقاوة سلُالتها، بحيث إنّها لم تختلط في تزاوجها مع غيرها من باقي السُّلالات. يتراوح ارتفاعُ الحصان ما بين 140 إلى 160 سنتيمتراً، أما وزنه فيتراوح ما بين 380 إلى 500 كيلوغراماً، وأقصى سرعة يمكنُهُ الجري فيها تصل إلى أربعة وستين كيلومتراً في السّاعة.
متوسّط العمر الذي يعيشه الحصان يتراوح ما بين خمسة وعشرين إلى خمسةٍ وثلاثين عاماً، وهو يُستخدم في مجالاتٍ كثيرةٍ، حيث كان يُستخدم قديماً في الحروب، ويُستخدم الآن لإجراء سباقات القفز والجري، والانتقال من مكانٍ إلى آخر، وفي جرّ العربات، والبعض منها يُستخدم في الأغراض الزراعيّة.[٥]
أنواع وسُلالات الخيول
في الوقت الحالي لم يبقَ على قيْد الحياة في العالم كُلِّه سوى نوعٌ واحدٌ من الخُيول البريّة الأصيلة، وهو حصان برزيفالسكي (باللاتينية: Equus ferus caballus)، وهو النّوع الوحيد من الأحصنة الذي لا زالت تُوجد منه قطعانٌ تجوبُ حرّة في البراري دُون أن يتدخَّل بها الإنسان، ولكن في المُقابل، تُوجد حوالي 400 سُلالة من الخُيول المُستأنَسة التي نشأت عن التّهجين والانتقاء الصناعيّ الذي قامَ به الإنسان.[١] وهذه السُّلالات تكثر وتتنوّع لدرجة شديدة بخصائصها وطبائعها وقُدراتها على التَحمُّل والسّرعة وما سوى ذلك، إلا أنَّ من أهمّها وأشهرها ما يأتي:
المراجع
المقالات المتعلقة بما اسم صغير الحصان