تعدّ الجزائر أكبرَ الدول العربيّة الموجودة في القارة الإفريقيّة، وذلك من حيثُ المساحة، كما تحتلّ المرتبةَ العاشرة على مستوى العالم من هذه الناحية، ويُطلق عليها رسميّاً وسياسيّاً جمهوريّة الجزائر الديمقراطيّة الشعبيّة، وتقعُ في الجهة الشماليّة الغربيّة من القارة، مشرفةً على البحر الأبيض المتوسّط، ويحيطُ بها من الجهة الشرقيّة تونس وليبيا، ومن الجنوبيّة النيجر ومالي، ومن الغربيّة المغرب وموريتانيا والصحراء الغربيّة، ويوجدُ فيها مجموعة متنوّعة ومميّزة من المدن ذات الأهميّة الكبيرة. وسوف نتحدّثُ في هذا المقال عن مدينة جيجل.
مدينة جيجل الموقع الجغرافيّ والسكانتعدّ جيجل مدينة ساحليّة واقعة في الجهة الشرقيّة من البلاد، وهي مركز ولاية جيجل، يسكنُها حوالي مئة وأربعة وثلاثين ألف وثمانمئة وتسعٍ وثلاثين نسمة، ينتشرون على مساحة تقدّر بحوالي ستّة آلاف ومئتين وثمانية وثلاثين كم²، أي بكثافة تبلغ ألفين ومئة واثنتين وستين نسمة لكلّ كم². يحيطُ بها من الجهة الشماليّة البحر المتوسط، ومن الجنوبيّة قاوس، ومن الشرقيّة بلديّة الأمير عبد القادر، أمّا من الجهة الغربيّة فتحيط بها بلديّة العوانة.
التسميةاسم المدينة الحالي جيجل، وهو مأخوذ من كلمة إجيلجلي، والجدير بذكره أنّ هناك كثيرين ممّن اختلفوا في ماهيّة تسميتها، فمنهم من قال بأنّه فينيقيّ الأصل ويعني شاطئ الدوامة، وآخرون قالوا بأنّه أمازيغيّ يعني الانتقال من ربوة إلى ربوة أو من جبل إلى جبل على مجموعة من السلاسل الجبليّة الطاغية على جغرافيّة المنطقة، والتي تشكّلُ حوالي اثنين وثلاثين بالمئة من إجمالي المساحة الكليّة للولاية.
النشأة والتاريخأُنشئت في القرن السادس ما قبل الميلاد، حسْب كثيرٍ من الروايات التاريخيّة التي تقول بأنّ الفينيقيين هم مَن بنوها واتخذوا منها مركَزاً للتجارة، ومرفئاً آمناً في الجهة الشماليّة الغربية من البحر المتوسط، وهناك الكثير من الآثار الفينيقيّة التي تدلّ على وجودهم فيها، منها مقبرة توجد على قمّة صخور، يُطلق عليها اسم الرابطة، وتوجد شمالَ المدينة، وقد صُنّفت كأحدِ أهمّ المواقع الأثريّة العالميّة.
أشارت بعض المصادر إلى أنّ ميناء جيجل شهد نشاطاً تجاريّاً كبيراً بالاشتراك مع الحماديّين، بينما أشارت دراسات ومصادرُ تاريخيّة أخرى إلى أنّ الحماديّة كان يسيطر عليها النصارى النورمانديّون الذين هدموها وأعاثوا فيها خراباً بقيادة الأمير روجر الصقلي، وكان ذلك في العام 1143م، وما أثبت وجود الحماديّين فيها هو وجود قصر يسمّى النزهة، حيثُ كان يسكنه الأمير الحمادي عبد العزيز، ويقع على قمة جبل إبوف الذي يطلّ على المدينة.
المقالات المتعلقة بوصف مدينة جزائرية