يُسبّب بكاء الطفل قلقاً وتوتّراً لدى الوالدين، خاصّةً عندما يكون رضيعاً، إذ تجهل الأُم السبب وراء بكائه، خاصّة أنّ البكاء هو الوسيلة الوحيدة للطفل ليُعبّر عمّا يحتاجه، فالشعور بالجوع أو الحرّ أو البرد أو الحاجة لتغيير الحفاض كلّها من أسباب البكاء، ولكن قد يستمرّ البكاء لفترةٍ طويلة توحي بأنّ هناك مُشكلة صحيّة تُزعج هذا الطفل كشعوره بالمغص وهو أمرٌ شائع لدى الاطفال الرُضع.
فائدة البكاء للأطفالتُشير الدّراسات الحديثة إلى أنّ للبكاء فوائد صحيّة وأُخرى نفسيّة، فمن الناحية الصحيّة فإنّ الدموع التي تترافق مع البكاء تكون مالحةً ممّا يعني أنّ الجسم يتخلّص من السموم التي داخله عن طريق ذرف الدموع، أمّا من الناحية النفسية فإنّ البكاء يُقرّب الطفل من أُمّه؛ إذ تحمل معظم الأُمهات أطفالهنّ لتهدئتهم وهذا ما يجعلهم يتوقّفون عن البكاء في معظم الحالات لأنّهم يشعرون بالأمان في حضن والدتهم.
كيفية التصرف مع بكاء الطفلساد سابقاً اعتقادٌ خاطئ وهو ألّا تقوم الأُمّ بحمل طفلها الذي يستمرّ في بكائه حتى تُساعده على فتح الرئتين والتخلّص من الكبت حتى لو كان صغيراً، وهناك من يعتقد بأن تركه يبكي يُعلّمه بألا يُصبح طفلاً مدللاً يُعبّر عمّا يريده عن طريق البكاء، ولكن الصحيح أنّ حمل الطفل ومحاولة تهدئته في الشهور الأولى من عمره، تُساعده على تقليل التوتر كما تُقلّل من بكائه في المراحل اللاحقة من حياته.
إنّ من الصعب على الطفل أن يبتعد عن أُمّه لفتراتٍ طويلة وهذا قد يكون سبباً لبكائه، ونتحدّث هنا عن الطفل الرضيع لغاية عمر الأربعة شهور، ولهذا على الأُم أن تبقى بقربه كلما احتاج لها، ولا يعني هذا أن تُبالغ في حمله كلما بكى بل عليها تعويده على قربها منه، أمّا في حال لم تُفلح الأُمّ في تهدئة طفلها واستمرّ بالبكاء لفترة تزيد عن ثلاث ساعات يوميّاً فمن الأفضل التوجّه للطبيب لمعرفة السبب وراء بكائه، وهذا بعد أن تُلبّي جميع احتياجاته الأساسيّة.
إنّ الطفل الذي تجاوز عمر السنة وتُعاني والدته من بكائه الكثير تختلف طريقة التصرف معه؛ إذ يجب أن تبدأ بالحديث معه عن سبب البكاء فهو في مرحلة تسمح له بالتعبير عمّا يُزعجه حتى لو بالإشارة، وهذه المرحلة وما تتبعها من مراحل تُعتبر حسّاسة في نفسية الطفل؛ إذ لا يجب توبيخه بل استيعابه والتحدّث معه وعدم مقارنته بغيره من الأطفال، وفي الوقت نفسه على الأُمّ أن تكون حَازمةً بعض الشيء حتى لا يعتاد على أسلوب البكاء لتلبية رغباته، ومن هنا يأتي دور الاُمّ في تعزيز ثقة طفلها بنفسه عن طريق فهمه ومُساعدته على التعبير عما يُريد دون اللّجوء إلى أسلوب البكاء.
المقالات المتعلقة بهل البكاء مفيد للأطفال