هو أحد المعاجم التي تم تأليفها للحفاظ على اللغة العربيّة ومفرداتها، فقديماً كانت اللغة العربية محفوظة لعدم اختلاط العرب بالجنسيّات المختلفة التي تتحدّث اللغات غير عربيّة، ولكن عندما دخلت هذه الجنسيات في الإسلام وبدأ يزيد عددها بشكلٍ كبيرٍ فإنها لجأت للتعرّف إلى اللغة العربية لفهم تعاليم الإسلام مما أدخل بعض التغييرات على مفردات اللغة العربيّة، وكان لا بد من وجود المؤلفات التي يرجع إليها المختلفون على بعض الأمور في اللغة العربيّة، ومن مميزات لسان العرب احتواؤه على 80 ألف مادة وبذلك يكون أكثر من القاموس المحيط ب 20 ألف مادة، كما أنّه ذَكَر الروايات المتعارضة والقول الراجح فيها، كما أنّه يعتبر من أغنى المعاجم الموجودة بالشواهد، ويمتاز بوجود صفتي الاستقصاء والترتيب معاً حيث إنّ المعاجم الأخرى اعتمدت على إحداهما وتركت الأخرى، ويعود الفضل في تأليف معجم لسان العرب إلى ابن منظور.
ابن منظور الاسم والمولدابن منظور هو أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي، جمال الدين بن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقي، ولد في مصر على الأغلب بالرغم من وجود بعض الروايات التي تشير إلى أنه ولد في قفصة بتونس، وهناك من يقول في طرابلس بليبيا، وكان ذلك في محرّم سنة 630 للهجرة الذي يوافق 1232 للميلاد، وينتسب إلى رويفع بن ثابت الأنصاري.
علم ابن منظورلقد أخذ ابن منظور العلم من عدّة علماء مثل عبد الرحمن بن الطفيل، ويوسف المخيلي، ومرتضى بن حاتم، ويوسف المخيلي، والعالم الصابوني، وأبي الحسن علي بن المقير البغدادي.
وقد لخّص ابن منظور عدداً كبيراً من كتب الأدب الطويلة، حيث قال عنه الصفدي: (لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمئة مجلدة))، كما خدم في ديوان الإنشاء في القاهرة، ثم استلم منصب القضاء في مدينة طرابلس في ليبيا.
مؤلفات ابن منظورومن أهم هذه المؤلفات التي رفد الثقافة العربية والإسلاميّة بها:
وله بعض الأبيات الشعرية اللطيفة مثل:
الناس قد أثموا فينا بظنهم
وصدّقوا بالذي أدري وتدريناماذا يضرُّك في تصديق قولهمُ
بأن نحقق ما فينا يظنوناحملي وحملك ذنبًا واحدًا ثقة
بالعفو أجمل من إثم الورى فينا وفاة ابن منظورتوفي ابن منظور في شعبان من عام 711 هجري الذي يوافق 1311م، وقد أصيب بالعمى في الفترة الأخيرة من حياته.
المقالات المتعلقة بمن هو مؤلف معجم لسان العرب