لعب موقع فلسطين الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط دوراً في تعدد الشعوب المهاجرة التي سكنت واستقرّت فيها، وكان أشهرهم الكنعانيّون الذين استمرّ وجودهم فيها لأكثر من ألفيّ عام، مخلفين ورائهم مظاهر حضارة وتاريخ بقيت آثارها شاهدة عليهم إلى الآن، كما قام بنو إسرائيل سنة ألف قبل الميلاد بالاستقرار في فلسطين فأقاموا في عهد سليمان وداوود مملكة عاصمتها القدس، إلا أنّ هذا الاستقرار كان متقطعاً ومحدود الفترة مقارنة بالفترة الزمنيّة التي استقرّ بها الكنعانيون في فلسطين، وعلى مدار التاريخ سكن فلسطين العديد من الأقوام والشعوب كان أهمّها:
الكنعانيونالكنعانيون من القبائل العربيّة التي هاجرت في أواخر الألف الرابع ق.م والثالث ق.م من شبه الجزيرة العربيّة نحو فلسطين، وكنعان أو خَنَع من الكلمات الساميّة التي تعني سُكان الأرض المنخفضة، وقد عَمِلَ الكنعانيون بالرعي، والزراعة، والتجارة، وكانوا طوال القامة، ممتلئي الجسم ويتمتعون بوجه جميل، ومن أشهر مُدنهم أريحا، وأسدود، وعَسقلان، وتقوع، وبيت لحم، وكان الشاقل عملتهم الرسميّة، وانقسموا إلى عدّة قبائل أهمها:
سمّوا الأموريون نِسبة إلى أمورو أيّ منطقة غرب بابل، أسّسوا فيها الدولة البابليَة الأولى واستقرّ بعض منهم في جنوب فلسطين فبنوا مدينة الحِسي غرب بيت جبرين، وتل النجيلة شمال شرق غزة، ومن أشهر آلهتهم داجون الذي جاء منه اسم بلدة بيت جبرين.
المعينيون والفينيقيونالمعينيّون والفينيقيون هم من العرب الذين عاشوا في فلسطين ويقال أنّهم هم من أسّسوا مدينة غزة، أمّا الفينيقيون فهُم من الأقوام الساميّة التي سَكنت فلسطين، وكانوا حلفاء للملك سليمان.
الفلسطينيونأو البلستينيون نسبة إلى قبيلة بَلست التي جاءت من جزيرة كريت واستقرت في فلسطين، ومنه جاءت تسميَة هيرودوت لفلسطين بفلستيّا، ومن أشهر مدنهم يافا، وأسدود، وعَسقلان، كما نَشَبَ بيّنهم وبيّن اليهود حروب طاحنة هزم فيها اليهود وقتل فيها شمشون أحد أشهر قُضاة اليهود.
اليهود أو بنو إسرائيلسكن سيدنا إبراهيم في فلسطين وأنجب ابنيه اسحاق وإسماعيل، وسيدنا يعقوب هو ابن سيدنا اسحق ومن نسله جاء بنو إسرائيل، الذين خرجوا لمصر ثمّ عادوا ودخلوا فلسطين بقيادة يوشع بن نون عام 1186ق.م فاحتلوا أريحا ودمّروها، وفي عام 1016-976 ق.م قام الملك داوود بإقامة مملكته في القدس بعد طرد اليبوسيين منها، وولاها لابنه سليّمان في عام 706 -936 ق.م إلا أنّ المملكة اليهوديّة لم تسيطر على كامل فلسطين، كما كانت علاقتهم بالسكان الكنعانيين مبنيّة على النزاع والصراع، وبعد وفاة داوود قُسمت المملكة إلى قسميّن:
بعد حوالي 40 عام سمح الملك الفارسي قورَش لليهود بالعودة لفلسطين إلا أنّ قِسماً كبيراً مِنهم استقر في بابل، وفي عام 135م في فترة حُكم الرومان لفلسطين مُنع اليهود من دخول القُدس، وبذلك لا يعتبر التاريخ اليهودي في فلسطين تاريخاً مميّزاً إنّما لحظات عابرة من التاريخ، فهم ليس أوّل من أقام حضارة في فلسطين كما أنّ إقامتهم فيه كانت متقطّعة ولم يكن وجودهم إلا من خلال الغزو والاحتلال الذي خلّف وراءه الفوضى والبلبلة.
المقالات المتعلقة بمن هم سكان فلسطين الأصليون