القوقاز، أو القفقاس، أو القفقاز هي منطقةٌ تقع جنوب الدولة الروسية، وتُعد حداً فاصلاً بين أوروبا وآسيا، وأعلى قمة فيها هي قمة جبل ألبروز، وتوجد فيها الكثير من البلدان التي تقع فوقَ سلاسلٍ من الجبال الخضراء التي ناضلت وحاربت النظام الديكتاتوري الشيوعي لعقودٍ طويلةٍ من الزمن.
من أشهر هذه الدّول الداغستان، وجورجيا، وجمهورية إتشكيريا الشركسية، والجمهورية الشيشانية الإسلامية والذين هاجروا إلى البلدان الإسلامية مروراً بجبال سيبيريا الثلجيّة، والطُرُق الوعرة في قوافل لا تتكوّن من أكثر من عرباتِ جرٍ بسيطة، وتَضُم القوافل النساء، والأطفال، والشيوخ، والفرسان الذي قاموا بحماية هذه القوافل.
من أشهر المواقف التي يذكرها التاريخ عند وصول هؤلاء المهاجرين إلى البلاد العربيّة الإسلاميّة أنهم خلعوا النِعال ودخلوها حافي الأقدام؛ لأنّها بنظرهم أشرف وأطهر الأراضي فقد مرَّ فيها الأنبياء، والصحابة، وقامت عليها الغزوات الإسلاميّة.
الشيشانالدّولة الشيشانية هي أكثر دولةٍ حاربت النظام الشيوعي الذي أراد استغلال مواردها وضمها إلى مجموعة الدّول الخاضعة له، ولكنّه كان مخطئاً في حساباته؛ فالمعارك التي دارت بينه وبين الشيشان تُعتبر أطول المعارك في تاريخ البشرية، وبقيت شوكةً في الحلق بالنسبة له.
تقع الدَّوْلة الشيشانية جنوب روسيا، وتحدّها الداغستان وجورجيا من الجنوب، وأنجوشيا من الغرب، وعاصمتها غروزني، ويَبلغ عدد السكان فيها مليون وثلاثمئة ألف نسمة تقريباً، ويعيشون ضمن بلداتٍ ومدنٍ نُسِبوا لها، مثل قبيلة الزّندقوي التابعة إلى مدينة زنداق وهم معروفون بطبعهم الجبليّ الأصيل، بالإضافة إلى جمالهم الطّبيعي الذي كتب الشّعراء فيه الأغاني؛ فقد تميّزوا بالعيون الملوّنة والشّعر الأشقر.
من بين أشهر القبائل فيها أيضاً قبيلة الأقي ومنهم: الشنروي، والغادرو، وقبيلة البينو من مدينة بينو والتي ينتسب إليها الرّئيس الحالي، والديانة الرئيسيّة في الشيشان هي الإسلام السني.
يوجد الكثير من المؤرّخين والكتّاب الذي وصفوا الشيشان والشيشانيّين؛ حيث وصفهم المؤرّخ الروسي أوسمانوف قائلاً: (الضيف عندهم مقدس، من لم ينزل بجبالهم ضيفًا لم يعرف كرمهم وإنْ سمع عنه.. يحترمون الصداقة.. ويحترمون المرأة..، العطف، والشرف، والحب بإخلاص من أهمّ مميزاتهم، وعادة ما يكتمون أحزانهم وأفراحهم ولا يعبرون عن أسفهم بسهولة...).
إتشكيريا (نالتشك)تحالَف الشّراكسة مع الشّيشان والدّاغستان في حربهم ضد روسيا، وهاجر مُعظهم إلى تركيا، والأردن، وسوريا، وتضمّ الكثير من المدن التي توجد فيها الكثير من اللّهجات الشركسيّة المُختلفة، وتوجد الكثير من القبائل فيها مثل الحتوقاي، وتشبه العادات والتقاليد إلى حدٍ كبير العادات الشيشانيّة الموجودة بشكلٍ عامٍ في القوقاز وأهمّها عادة إكرام الكبير واحترامه، والعطف والرّفق على الصغار.
التعداد السكاني فيها وصل لأكثر من ستمئة ألف، ويوجد الكثير منهم في تركيا، والأردن، وسوريا، وليبيا، والعراق، والسعودية، والأكثرية منهم يَدينون بالدّين الإسلامي السُني، مع وجود القليل من المُعتقدات كالمسيحيّة.
المقالات المتعلقة بمن دول القوقاز