من الذي اكتشف الصفر

من الذي اكتشف الصفر

محتويات
  • ١ مكتشفَ الصِّفرَ
    • ١.١ عَهْدُ السُّومريونَ
    • ١.٢ عَهْدُ البابليون
    • ١.٣ حضارِةُ المايا
    • ١.٤ الحضارة الهندية
    • ١.٥ الشرق الأوسط
    • ١.٦ أوروبا
مكتشفَ الصِّفرَ

اختلفَ العلماءُ في توقيتِ ظهورِ الصفرِ، ومنْ هيَ الحضارةُ التي وَضعتْ هذا العددَ، إلا أنَّ اغلبهمْ أَجمعُوا على المراحلِ التي مرَّ بها هذا العددُ.

عَهْدُ السُّومريونَ

المرحلةُ الأولى: يُعتبرُ السُّومريونَ أول من وضعُوا نظاماً حِسابياً في تاريخِ البشريةِ، فَقَدِ استخدموهُ لِقضاءِ حاجاتهم خصوصاً التجاريةِ، وكانَ على شكلِ رموزٍ، ويُعتبرُ نظاماً مَوضعياً، أي أنَّ الرمزَ كانَ يأخذُ قيمتَهُ حسْبَ موضعِهِ منَ الرموزِ الأُخرى، ويُعتقدُ أنهمُ اعتمدُوا على تركِ فراغاتٍ بينَ الرموزِ للإشارةِ إلى غيابِ عنصرٍ ما، وكانَ ذلكَ منذُ حوالي 4000 إلى 5000 عامٍ مضتْ.

عَهْدُ البابليون

المرحلةُ الثانيةُ: في فترةٍ ما حول القرنِ الثالثِ قبلَ الميلادِ، أخذَ البابليونَ عنِ السومريينَ نظامَ العدّ، ثمّ طوروا عليهِ، ومن أهمِّ إنجازاتِهم في هذا المجالِ أنهم أولَ من استخدمُوا رمزاً عبروا فيه عنِ الصفرِ، وكانَ على شكلِ زوجِ أعمدةٍ بزاويةٍ، ولكنّ هذا المفهومَ للصفرِ حملَ معنىً آخرَ يختلفُ عنِ الذيْ نعرفُه اليومَ، حيثُ كانَ يُستخدمُ لغرضينِ، الأولُ للتمييزِ بينَ العشراتِ والمئاتِ والأُلوفِ وهكذا، والثاني للدلالةِ على غيابِ عددٍ ما في هذا المكانِ، وكمثالٍ على ذلكَ من الأعدادِ المستخدمةِ في زمانِنا هذا العددُ (2015)، فقدْ وضعُوا رمزاً بدلَ العددِ صفرٍ للدلالةِ على غيابِ العددِ في خانةِ المئاتِ وهكذا.

حضارِةُ المايا

المرحلةُ الثالثةُ: أما حضارةُ المايا في أمرِيكا، فقدْ استَخدمتِ الصّفرَ كعنصرٍ في نظامِ تقويمٍ خاصٍ بِهم، ولمْ يستخدمُوهُ في المُعادلاتِ بالرّغمِ من أنهم عُرِفوا ببَراعتِهم في الرّياضيّاتِ، وكانَ ذلكَ في فترةٍ ما حولَ العامِ 350م.

الحضارة الهندية

المرحلةُ الرابعةُ: يُعتبرُ الهنودُ أولَ من أَعطوا الصفرَ قيمةً عدديةً، حيثُ أدخلُوا الصفرَ في الحساباتِ الرياضيّةِ، وذلكَ على يدِ عالمِ رياضياتٍ يُدعى (براهماغبوتا) في فترةٍ حولَ العامِ 650م، ومنَ الأمثلةِ على ذلك أنه افترضَ أنّ ناتجَ طرحِ عددٍ من نفسِه يؤديْ إلى الصفرِ. واستَخدمَ هذا العالمُ نظاماً على شكلِ نقاطٍ تحتَ الأعدادِ، للتعبيرِ عن الصفرِ، وكانَ يرمزُ إلى "الّلاشيء"، أو "القيمةِ الفارغةِ". ومنَ الأخطاءِ التي وقعَ فيها هذا العالمُ في استخدامِهِ للصفرِ، هو القسمةُ عليهِ.

الشرق الأوسط

المرحلةُ الخامسةُ: وصلَ الصفرُ إلى منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ والبلادِ العربيّةِ بحلولِ القرنِ السابعِ للميلادِ، وهنا أخذَ الصفرُ وللمرةِ الأولى منذُ استخدامِه قيمةً عدديةً خاصةً ومنفردةً كغيرِهِ منَ الأعدادِ الأخرى، حيثُ قامَ الخوارزميُّ بإدخالِهِ بشكلٍ كبيرٍ في الرياضيّاتِ وخاصةً في علمِ الجبرِ، حيثُ أشارَ إليهِ على شكلِ دائرةٍ، وقامَ بإضافتِهِ إلى الأعدادِ العربيّةِ التي بُنِيتْ على نظامٍ الأعدادِ الهنديّةِ. كما قامَ بوضعِ طرقٍ سريعةٍ للضّربِ والقسمةِ، عُرِفتْ باسمِ الخوارزميّاتِ.

أوروبا

المرحلةُ السّادسةُ: وصلَ الصّفرُ إلى أورُوبّا بحلولِ القرنِ الثانِي عشرَ، حيثُ قامَ العالمُ الإيطاليُّ (فيبوناتشي) باستخدامِه والتطويرِ عليهِ بشكلٍ كبيرٍ، حيثُ أصبحَ منَ الأعدادِ الأكثرِ انتشاراً واستخداماً في المعادلاتِ الرياضيّةِ. واستمرَّ الأمر هكذا حتى القرنِ السابعِ عشرَ، حيثُ أصبحَ الصفرُ واسعَ الإنتشارِ والإستخدامِ في جميعِ أنحاءِ أوروبّا، حيثُ قامَ العالمُ (ديكارت) باستخدامِهِ في نظامِ الإحداثيّاتِ الديكارتيِّ، كما قامَ العالِمَينِ (نيوتن) و (غوتفريد) باستخدامِه في علمِ التفاضلِ والتكاملِ. واستمّرَ التطورُ في استخدامِ الصفرِ حتى وصلَ إلى ما وصلَ إليهِ في يومنِا هذا، وأصبحَ يُستخدمُ بشكلٍ رئيسيٍّ في كافَّةِ العلومِ.

المقالات المتعلقة بمن الذي اكتشف الصفر