من إخترع الديناميت

ألفريد نوبل هو العالم الذي اخترع الديناميت ومن منا لم يسمع بجائزة نوبل للسلام؟ مع أن جوائز نوبل مختلفه فهي في عدة فروع (الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، السلام، الإقتصاد)، لكن لجائزة نوبل للسلام دائماً أصداء عالية الصوت، فهي تمنح غالباً لشخصيات سياسية مرموقة، ساهمت في نشر السلام، فيتفاعل العالم معها، مؤيداً أو رافضاً لنتائجها، لكن هذه بالذات كانت بمثابة الكفارة لنوبل، مؤسسة هذه الجائزة، فما قصة ذنب نوبل وكفارته تلك؟

جائت جائزة نوبل للسلام، للتكفير عن ذنبٍ عظيم، فنوبل المهندس والمخترع والكيميائي السويدي البارز هو من اخترع الديناميت، وكان الاستخدام الأول في التعدين فهو قادر على حفر ما يحتاج العمال لسنوات لحفره، واستخدم أيضاً في الانشاءات لقطاع النقل، لحف الطرق تحديداً.

وصل نوبل لتركيبة الديناميت عام 1867م، ويتكون الديناميت من مزيج من النيتروجليسرين ومادة (kieselguhr)، وهي مادة خاملة ماصة تحافظ على الديناميت أكثر أماناً، فلا ينفجر قبل أوانه، أما كلمة ديناميت فتعني (السلطة باليونانية). مع أن نوبل أراد أن يسميها (مسحوق السلام نوبل)، لكنه تراجع عن ذلك.

فكرة جوائز نوبل كانت صدفة، أو جاءت نتيجة خطأ، فقد كان لنوبل سبع أخوة، توفي أولهم بحادث انفجار، وتوفي آخر وهو لودفيج عام 1888، فجاء نعي الأخ نوبل بشكل غير واضح ك(نوبل) والتبس الأمر على الصحافة فانتشر خبر موت العالم والكيميائي ألفريد نوبل، ظناً منهم أنه ألفريد نوبل العالم الشهير مخترع الديناميت قد مات، فكانت الصحافة قاسية في نعيها له، حيث نعته بعناوين كـ (تاجر الموت ميِّت)، وأشارت الصحف لثروته التي جمعت من عائدات الموت أي الحروب، كان هذا مخيباً له.

لم يكن هذا هو الميراث الذي يحلم عالم كألفريد نوبل بتركه للناس من بعده، فهو ما كان يطمَحُ لذلك، فقرر كتابة وصيته، فقام بذلك بالسر، فلم يعلم بها أحد قبل موته، وكانت بتأسيس جائزة نوبل، وكان لجائزة نوبل أصداء عالية، فجميع العلماء والكتاب والأطباء يحلمون بها، لكنها تمنح بشروط، فمثلاً لا تمنح جائزة نوبل للأموات، والأغرب أنها لا تبطل في حال رفض الحائز عليها اقتنائها كما حصل مع الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر عندما رفضها، فلم يغير هذا من الأمر شيء، حيث أودعت الجائزة باسمه ونسبت له، هو فقط ضيع الحفل، وتوزع جوائز نوبل كل عام في العاشر من ديسيمبر كانون أول، أي في ذكرى وفاة ألفريد نوبل.