مكونات الغلاف المائي

ينفرد كوكب الأرض عن باقي كواكب المجموعة الشمسيّة بوجود نعمة الغلاف المائيّ؛ حيث تشكّل نسبة المياه فوق سطح الكرة الأرضية نحو 78% من إجمالي المساحة الكليّة لها، ويُعتبر الغلاف المائيّ هو المورد الطبيعيّ الأثمن على الإطلاق نظراً لما يكمن داخله من ثرواتٍ عظيمةٍ.

يتمثّل الغلاف المائيّ بالبحار، والمحيطات، والأنهار، والمياه المتجمّدة المتواجدة في قطبي الكرة الأرضية وفوق قممها الجبليّة، كما تُعتبر المياه المخزّنة في طبقات الصّخور واحدةً من مكوّنات الغلاف المائي، ويمكن للكائن الحيّ الحصول عليها أيضاً على شكل أمطار. يحظى الماء بأهميةٍ كبيرةٍ بالنسبة للكائنات الحيّة فوق سطح الأرض وبباطنها؛ إذ يعتبر مكوّناً أساسياً لأجسامها، ويتكوّن جزيء الماء من ثلاث ذراتٍ رئيسيّةٍ وهي ذرتا هيدروجين وذرة أكسجين واحدة.

إنّ الغلاف المائيّ معرّضٌ للتلّوث كغيره من أنواع الأغلفة الأخرى، إلا أنّ اليابسة وما عليها تُعتبر المصدر الرئيسي لتلّوثه ويتمثل ذلك بوجود محطات تكرير البترول، والاعتماد على مياه المسطّحات المائيّة في تحلية مياه البحار وتوليد الطاقة الكهربائية، كما تلجأ بعض الجهات إلى صرف المجاري وطرحها في المسطحات المائية القريبة منها، إلا أنّ الإنسان في الآونة الأخيرة بدأ يُولي الغلاف المائي اهتماماً فائقاً مما دفعه إلى وضع منظمات دولية للحفاظ عليه.

يتألف الغلاف المائيّ من جميع أشكال المسطحات المائيّة وبمختلف مصادرها، ومنها المحيطات، والبحار، ومياه الأمطار، والأنهار والبحيرات، فتشكّل نسبة الغلاف المائيّ السطحيّ نحو 96.5% من الغلاف المائيّ أي ما نسبته 1.5 بليون كيلومتر مكعبٍ من الماء المالح، أما نسبة الماء العذب فلا تتجاوز 5%، بينما تمثّل المياه الجوفيّة باقي النّسبة، كما أنّ هناك نسبةً صغيرةً تبقى عالقةً في الغلاف الجوّي على شكل سُحبٍ وضباب.

يحظى الغلاف المائيّ بأهميةٍ كبيرةٍ للحياة فوق سطح الأرض، ويتمثّل ذلك بما يلي:

• يُساهم الغلاف المائيّ بالحفاظ على انتظام درجات الحرارة بشكلٍ رئيسيّ وبالتالي له تأثيرٌمباشرٌ على المناخ، فلولاه لكان المناخ يابساً ولا يمكن للكائنات الحية التعايش معه.
• تُعتبر المسطحات المائيّة وسيلةً مهمّةً للنقل حول العالم، وخاصّة لتلك البضائع والمواد الأوليّة التي تحتاج للنقل عبر السفن والبواخر.
• تُعتبر المسطّحات المائية مَرفداً للأمطار في مختلف مناطق العالم.
• تساعد الأمواج القادمة من المسطحات المائيّة على هطول الأمطار، وذلك بقذف جزءٍ من المياه على الشواطئ؛ فتتبخر وتصبح نواةً للتكاثف في طبقات الجوّ وبالتالي تتشكل الأمطار.
• تُعدّ المسطّحات المائية بمختلف أشكالها موطناً لكثيرٍ من الكائنات البحريّة، والتي يمكن الاعتماد عليها كنوعٍ من الغذاء للإنسان والحيوان أيضاً.
• تُصنّف المسطحات المائيّة كمصدر رزقٍ للإنسان نظراً لما تحتوي عليه من ثروةٍ سمكيّةٍ ومعدنيةٍ ولؤلؤ.