شهر محرّم من أوّل أشهر السّنة الهجريّة القمريّة، وقد سمِّي هذا الشهر بمحرم؛ لأنّه أحد الأشهر الهجريّة التي حُرِّم القتال والظّلم فيها، وقد حدث في هذا الشّهر وتحديداً في اليوم العاشر منه أحداث جلل، كان فيها الكثير من الدّلالات والدّروس والعبر، وقد سمِّي هذا اليوم بعاشوراء، وسنتحدّث عنه في هذا المقال.
يوم عاشوراءيطلق مفهوم عاشوراء في الإسلام على ذلك اليوم المبارك الذي يصادف اليوم العاشر من محرّم، وقد سمّي بعاشوراء؛ لأنّه اليوم العاشر من الشّهر كما يقال تاسوعاء وهو اليوم التّاسع من الشّهر.
أمّا تأريخ هذا اليوم المبارك فيرجع إلى أنه يوم نجّى الله سبحانه وتعالى موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش الفرعون، حيث حدثت معجزة عجيبة من آيات الله تعالى فقد انفلق البحر فكان كالطّود العظيم فتمكَّن موسى عليه السّلام وقومه من اجتياز هذا البحر بالمسير على اليابسة التي تكوّنت بفعل هذا الانفلاق العجيب، وحينما وصل فرعون وجنده إلى البحر محاولين إدراك موسى وقومه إذا بالبحر يعود كما كان فيغرق فرعون وجنده، ومنذ ذلك الحين وبنو إسرائيل واليهود من بعدهم يعتبرون هذا اليوم مباركاً ويصومون فيه شكراً لله تعالى أنّ نجّاهم من القوم الظّالمين.
حينما هاجر النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى المدينة المنوّرة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن سبب ذلك فقالوا أنّ الله تعالى قد نجّى موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده في هذا اليوم، فأمر النّبي الكريم أصحابه بصيامه مبيّنًا أنّهم أولى بموسى عليه السّلام من اليهود، وذكر كذلك نيّته في صيام التّاسع حينما قال لئن بقيت إلى قابل لأصومن التّاسع والعاشر، مبيّنًا كذلك فضل صيام هذا اليوم حيث إنّه يكفّر سنة ماضية.
عاشوراء عند طوائف الشيعةأمّا مفهوم عاشوراء عند طوائف الشيعة فيرتبط بالحدث الأليم المفجع الذي حدث في العهد الأموي حينما استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه وكثير من أهل بيته في معركة كربلاء الشّهيرة، فطوائف الشّيعة تعتبر هذا اليوم يومًا مباركًا حيث يتجمّعون في الحسينيّات وعند مراقد الأئمة ويمارسون طقوسًا ما أنزل الله بها من سلطان حيث لطم الخدود، وشقّ الجيوب، وضرب الأجساد بالسلاسل والسّيوف، والبكاء والنّواح على حدثٍ على الرّغم من إيلامه لضمير الإنسانيّة إلاّ أنّ ذلك لا يبرّر تلك الأفعال التي تحدث فيه من قبل طوائف ظنّت أنّها تخلّت يوماً عن الحسين رضي الله عنه.
المقالات المتعلقة بمفهوم عاشوراء في الإسلام