خلق الله تعالى الإنسان، وكرّمه عن باقي المخلوقات بأن منحه العقل ليتدبّر ويتفكّر في مكنونات الكون، والتدبّر بحدّ ذاته عبادة، ولا بدّ من تحقيق مراد الله تعالى بعبادته، حتّى يستقيم وجود الإنسان في الدنيا، ويكون عنصراً فاعلاً صالحاً في المجتمع.
العبادة في الإسلامالعبادة في الإسلام هي الخضوع والخشوع لله تعالى، فهي فعل يراد به تعظيم الله، والإنصياع لكلّ ما يحبه الله من قول، أو فعل، أو عمل ظاهر وغير ظاهر، والعبادة في الإسلام ليست مجرّد حركات وطقوس يقوم بها الناس، فليست محصورة في صلاة، وزكاة، وصيام، وحج، فهي أعم وأشمل من ذلك، إنها منهج للحياة الإنسانية كافة، قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 62-63]، ولا يوجد وسطاء بين العبد وربه، فلا وجود لكهنوت، أو رجال دين، فالمسلم يصلي وحده، وفي المسجد مع الجماعة، وفي البيت، وفي أي مكان طاهر، دون حاجة إلى بناء محدد، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، فأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ) [صحيح البخاري]، وأيضاً الدين لا يحصر بين العبد وربه فقط، وإذا اقتصر على ذلك، ذهبت الغاية التي بعث الله لأجلها الأنبياء، وهي عمارة الأرض، وإصلاح الدنيا وفق الشريعة.والعبادة تأخذ عدة منحنيات وهي:
غاية العبادة ذكر الله تعالى، وشكره، وتعظيمه لنيل رضاه، وتسبيحه، والقيام بهذه الأعمال يفضي إلى صفاء القلب، وسلامة النيّة من الشرور، والابتعاد عن ارتكاب المعاصي، والسعي إلى فعل الخيرات، وبذلك تصل إلى نتيجة مفادها إصلاح النفس، وتهذيبها، وعمارة الأرض.
أنواع العبادةالمقالات المتعلقة بمفهوم العبادة في الإسلام والغاية منها