مفهوم الدولة في الإسلام

مفهوم الدولة في الإسلام

محتويات
  • ١ اتجاهات دراسة مفهوم الدولة
  • ٢ مفهوم الدولة
  • ٣ الدولة الدينيّة
  • ٤ الدولة الإسلامية
    • ٤.١ مصدر التشريع في الدولة الإسلامية
    • ٤.٢ أوجه اختلاف الدولة الإسلامية عن الدولة الدينية الثيوقراطية في الغرب
اتجاهات دراسة مفهوم الدولة

لطالما كانت الدولة محور اهتمام التحليل السياسي حتى أن دراستها كانت تعني في بعض الأحيان دراسة السياسة، كما توجد عدّة اتجاهات للنظر للدولة ومنها: الاتجاه الليبراليّ، والماركسي، والاشتراكي، والمحافظ، واليمين الجديد، والاتجاه النسوي والأناركية، فكلٌ منها يشكل نظريات حول الدولة من وجهة نظره السياسيّة والدينية في أحيان أخرى، كما توجد بالطبع أيضاً عدّة نظريات تفسّر نشأة الدولة: ومنها النظريّة الإلهية، ونظرية القوّة، ونظرية الطبيعة، ونظريّة العقد الاجتماعي.

مفهوم الدولة

إنّ الدولة بشكل عام تعني وجود مجموعة من الأشخاص على بقعة جغرافية معيّنة من الأرض، حيث يتفق جميع هؤلاء الأشخاص على نظام معيّن لإدارة شؤون حياتهم فيما بينهم وبين الدول الأخرى المحيطة بهم، بهدف ضمان الأمن، والأمان، والاستقرار والراحة لجميع الأفراد القائمين فيها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأنظمة السائدة في دولةٍ ما قد تتفق وقد تختلف عن تلك في دولٍ أخرى من العالم.

يمكن القول أنّ للدولة عناصر أساسيّة لا يمكن أن تقوم من دونها وهي: الإقليم، والشعب، والسلطة السياسيّة التي تقوم بفرض النظام على أفراد الدولة والقيام بحمايتها.

الدولة الدينيّة

يوجد نموذجان للدولة الدينيّة وهما:

  • الدولة الثيوقراطية: وهي الدولة التي يكون فيها الحاكم الأعلى هو الإله والسلطات الدينية هي من تمثله، مثال ذلك حكم الكنيسة الذي كان سائداً في أوروبا في القرون الوسطى، حيث سيطرت الكنيسة على كل جوانب الحياة في الدولة وهيمنت على كلّ شؤون المجتمع، وفرضت الوصاية على عقول الناس وتصرفاتهم وحرياتهم.
  • ولاية الفقيه: وهذا النوع من الدولة هو ما تطبقه الشيعة الإثنا عشرية في إيران، حيث إنّ الإمام معصوم عن الخطأ وكل ما يقوله يعتبر قول الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، وبذلك تجب طاعته في كلّ أوامره.

الدولة الإسلامية

إنّ النظام القائم في الدولة الإسلامية يجب أن يكون مستمداً من الشريعة الإسلامية، وبذلك فإنّ الدولة الإسلاميّة مختلفة في أهدافها ومصدرية تشريعها عن غيرها من النماذج للدولة التي شهدها التاريخ الإنساني، فهي تهدف إلى إقامة الدين الإسلامي على الأرض ومهمة هذه الدولة أن تقوم بنشر الدعوة الإسلامية، وإقامة شريعة الإسلام، وقيادة المجتمع وفقاً لما تقتضيه الشريعة الإسلامية.

مصدر التشريع في الدولة الإسلامية

إنّ دستور الدولة الإسلامية هو القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبذلك يعتبر تشريعها رباني المصدر، حيث إنّ أحكامها للتعامل مع الأفراد والحكم فيما بينهم ولتعاملاتها الخارجية مع الدول المحيطة بها وكذلك أنظمتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة جميعها مستمدة من أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يوجد بها قوانين من وضع البشر.

إنّ ارتكاز الدولة الإسلامية في أحكامها وأنظمتها في شتى أمورها إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يوضح اختلافها عن الدولة المدنية والتي يدعو إليها العلمانيون، حيث لا فصل بين الدين والسياسة في الدولة الإسلامية وإنّما تأتي الأحكام والأنظمة السياسيّة المعمول بها في الدولة الإسلامية من التشريعات الإسلامية المذكورة في كتاب الله وسنة نبيه.

أوجه اختلاف الدولة الإسلامية عن الدولة الدينية الثيوقراطية في الغرب
  • نظام الحكم: إنّ الحكم في الإسلام والذي يوصي به الحاكم يجب أن يكون ملتزماً بأحكام الشرع الإسلامي والذي لا يصح له الخروج عنه، ويحقّ للمسلمين في الدولة محاسبته عند ذلك، بينما الحكم في الدولة الثيوقراطية يعتبر ديكتاتورياً، حيث يعامل الحاكم معاملة الآلهة فلا يجوز التشكيك في حكمه أو معصيته.
  • الحاكم: فرض الإسلام على الحاكم مسؤوليات وواجبات تناسب مركزه فيكون مثله مثل عامّة الناس من المجتمع الإسلامي، هو أيضاً ملزم بقواعد وقوانين تطبّق عليه كما تطبّق على عامّة المسلمين، بينما كان الحال في الدولة الثيوقراطيه استعباد الناس من ملوكهم وحكامهم والذين زعموا في بعض الأحيان أنّهم آلهة أو من نسل الآلهة، ولم يتعاملوا مع مناصبهم على أنّهم مكلفين بحقوق وواجبات تجاه أمّتهم، بل كانوا يخضعون الشعب لأوامرهم والمُذلّة وهو ما يناقض ما جاء في الإسلام من تحريم العبودية وردها لله وحده عز وجل.
  • مصدرية التشريع: في الدولة الإسلامية كما ذكر سابقاً في هذا المقال مصدر التشريع هو الله وحده، وذلك من استنباط الأحكام والتشريعات من كتابه عز وجل وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يصح اتخاذ الأحكام الموضوعة من قبل البشر كما في الدولة الثيوقراطية والتي تعتمد في أحكامها على ما يقوله ويأمر به الحاكم في الدولة، وهو ما اعتبره الإسلام شركاً بالله لما فيه من تأليه لغيره عزّ وجلّ.

المقالات المتعلقة بمفهوم الدولة في الإسلام