مظاهر العولمة الاقتصادية

مظاهر العولمة الاقتصادية

العولمة

يتضمن مفهوم العولمة جُملةً من الاتجاهات، والمنحنيات، والقيم، والنماذج التي تقع على عاتق الدول والشعوب أن تتبناها وتتكيف معها، وأن تعي نتائجها وعواقبها الإيجابية والسلبية، ومشكلاتها، وكذلك آثارها، وانعكاساتها، وللعولمة جوانب إيجابيةٌ وسلبيةٌ تمسّ أحياناً الأفراد والأمم والشعوب، وهي جوانب تناولتها أقلام الباحثين والكتاب بإسهابٍ كبير في السنوات الأخيرة ولا مجال لذكرها في هذا المقال، حيث سنخصص الحديث عن مفهوم العولمة الاقتصادية، وأبرز مظاهرها.

العولمة الاقتصادية

إنّ العولمة هي عبارةٌ عن ثورةٍ كونيةٍ أدت إلى تغيراتٍ جذريةٍ على كافة الأصعدة الاقتصادية العالمية، حيث تمثّل إحدى التطلعات والتوجهات الاقتصادية، والسياسية، والتكنولوجية، والحضارية والتربوية التي تذوب فيها الحدود بين الدول، وبين الشمال والجنوب، وبين الحضارات بعضها بعضاً، واستمرار التواصل بين الشعوب والأمم ، والدول والأفراد بسرعة هائلة، وينشأ اعتمادٌ متبادلٌ فيما بينها في جميع مجالات الحياة، كالاعتماد المتبادل في رأس المال، والاستثمارات، والخدمات، والسلع، والتنافس، والتسويق، والاستيراد، والتصدير، وإنتاج المواد الخام، واختيار العمليات التشغيلية، والاندماجات بين الشركات والمنظمات الكبرى والصغرى، وتداول الأوراق المالية، واعتماد نظام الحوكمة وغيرها من الأفكار والمفاهيم الحديثة التي أثرت بصورةٍ مباشرةٍ ليس فقط على صعيد الاقتصاد بل على كلّ من الثقافات والأشخاص.

مظاهر العولمة الاقتصادية
  • الديمقراطية السياسية: المتمثلة بالهياكل، والمؤسّسات، والتشريعات ذات العلاقة بالعمل الحديث في كافة المجالات الحياتية.
  • الحريات الاقتصادية، وتحرير العملية التجارية: والتي جاءت ضمن مفهوم اقتصاد السوق، والأسواق الحُرة، والأسواق المفتوحة، والأسواق التنافسية والأطر التنظيمية المختلفة.
  • العدالة الاجتماعية النسبية: والتي تمثّلت في التوزيع العادل للثروة والموارد، وظهور اتجاهٍ لدعم القطاع الخاص، وتحديد دور الدولة في التحكم فيه والسيطرة عليه، وخفض الضرائب لزيادة الاستثمار، وزياة فرص العمل، ومحاربة البطالة، ورفع الناتج المحلي الإجمالي.
  • الانجازات العالمية والتقنية: والتي تعتمد على تكاثف الجهود الحكومية وجهود المؤسّسات العلمية والأكاديمية، ومؤسّسات القطاع الخاص.
  • التعقيد: حيث تشابكت فيها العوامل الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية تشابكاً هائلاً، ودخلت فيها عوامل محليةٌ، وإقليميةٌ، ودوليةٌ بالغة التعقيد.
  • التغير السريع: حيث إنّ هذه البيئة تتغير تغيراً سريعاً وبتسارعٍ لا يستطيع العقل البشريّ اللحاق به في أحيان كثيرة.
  • العدائية والغموض: حيث نتج عنها بيئةٌ مشحونةٌ بالنزاعات والصراعات، كما أنّ التنافس الاقتصادي أصبح على أشده بين الدول، وظهر ما يُسمى بالأسواق الحمراء الدموية.
  • التطور والتقدم التكنولوجي المذهل: والذي جعل من العالم قريةً كونيةً صغيرةً، يمكن لأي شخصٍ الوصول إلى أي شخص آخر في هذه القرية خلال ثوانٍ معدودة، وبأقل جهدٍ ممكنٍ، كما أنّ التقنيات الحديثة أدت إلى توفير الحاجة للأيدي العاملة، عن طريق استبدالها بالمعدات والآلات التي تعتبر أقلّ تكلفةً، وأسرع من حيث الإنتاج، وأدق وأكثر جودةً من حيث المخرجات أو من حيث نتائج الأعمال.

المقالات المتعلقة بمظاهر العولمة الاقتصادية