الحيوانات هي كائناتٌ حيَّة مُتنوِّعة تختلف بأنواعها وأشكالها وأحجامها، وتختلف في الوظيفة، والتركيب، وطرق العيش، ويتفاوت تركيبها الجسديّ وأماكن عيشها، فمنها المفترس، ومنها الأليف، ومنها ما يتغذى على اللحوم والأعشاب في نفس الوقت (ويُسمَّى القارت)، ومنها ما يصنّف كحيوانات بريّة أو حيوانات بحريّة، ومنها الحيوانات ذات الدم الحار أو ذات الدم البارد، ومنها ما يصنّف حسب طريقة التكاثر بالولادة أو وَضْع البيض، ومنها ما يُصنَّف بطريقة تركيب الجسد كالفقاريات واللافقاريات. وبصُورة عامَّة، تمرُّ الحيوانات بمراحل نُموِّ وتطوُّر مُختلفة ومتفاوتة مُنذ تكوُّنها من خلايا والدَيْها (أو الخلايا المُستنسخة لدى بعض الكائنات)، وحتى تحوُّلها إلى حيواناتٍ بالغة مُكتملة النموّ وقادرة على التكاثر، وتُعتَبر عمليَّة النموّ هي الوسيلة التي تصنعُ بها الكائنات الحَيَّة أجيالاً جديدةً لتحلَّ مَكانها في الطَّبيعة، ومن دُونها يُمكِن لأيِّ كائنٍ أن يختفي من الطَّبيعة تماماً.[١]
طُرق التكاثرتتكاثر الحيوانات بطريقتين أساسيَّتين، هُما التكاثر الجنسيّ والتكاثر غير الجنسيّ. يُساهم في التكاثر الجنسيّ حيوانان مُختلفان يُنتج أحدهما بيضة ويُلقِّحها الآخر، ويُمكن أن يكونا ذكراً وأنثى، أو أن يكون كلاهما ثنائيَّ الجِنس، وأما التكاثر غير الجنسي فيستطيع فيه حيوانٌ واحدٌ إنتاج كائنات جديدة.[٢] لا يُعتَبر التكاثر غير الجنسي ظاهرةً رائجةً كثيراً في مَملكة الحيوان، لكنَّه موجودٌ لدى بعض الأنواع من الحيوانات اللافقاريَّة، ومن أهمِّها قناديل البحر وشوكيَّات الجِلْد (مثل نجوم وقنافذ البحر) والمرجان، وفي حالة هذه الكائنات، يكون التكاثر بتشكُّلِ براعم صَغيرة (بالإنكليزية: Buds) على جسم الكائن الأصليّ، ثم نُموِّها حتى تصل مرحلة البُلوغ، فتنفصل عن الكائن الأمِّ لتتحوَّل إلى حيوانٍ جديد.[٣]
التجزُّؤ أيضاً (بالإنكليزية: Fragmentation) هو واحدةٌ من طُرق التكاثر غير الجنسي، حيث يتفتَّت الحيوان الأصليُّ إلى أجزاءٍ عِدَّة قد يصل عدُدها إلى ثمانية أو تسعة أجزاء، وينمو كلُّ واحدٍ منها ليتحوَّل إلى حيوانٍ مُكتمل النمو، وتستطيع بعضُ أنواع الديدان التكاثرَ بهذه الطريقة. أخيراً، تستطيع إناث بعض الحيوانات وَضع البيض وتركَه لينمو ويُنتج صغاراً على الفَوْر، دون أيِّ حاجةٍ لتلقيحه من طرف حيوانٍ ذكر، ويُسمَّى هذا النوع من التكاثر "الولادة العذراء" (بالإنكليزية: Parthenogenesis)، وهو مُنتشرٌ بين بعض أنواع الأسماك، والضفادع، والسَّحالي، والحشرات.[٣]
أمثلة مُهمَّة على مراحل النموّ مراحل نمو الضفادعتُصنَّفُ الضَّفادع كحيواناتٍ برمائيَّة، أي أنّها تعيش على اليابسة والماء في الآن ذاته، وتتكاثر الضَّفادع في أوقاتٍ مُعيَّنة من السنة، تختلف من نوعٍ لآخر وحسب المنطقة الجغرافيَّة التي يعيش الحيوان فيها. عندما يحين موسم التزاوج تتَّجه الضفادع غريزياً إلى نهرٍ أو بحيرة قريبة للبحث عن شريك، وفي الكثير من الحالات قد يَختار الضّفدع العودة إلى المكان نفسه الذي وُلِدَ فيه ليرى شريكاً.[٤] بعد انتهاء التزاوج، يقوم الذكر بإخصاب البيوض وهي داخل الماء، ومن ثمَّ فإنَّ مُعظم أنواع الضفادع تهجر البيض وترحل بعيداً دون الاهتمام بمراقبته أو حمايته، مع أنَّ بعضها قد تحاول البقاء للاعتناء به.[٥] بعد مُدَّة بضعة أسابيع - تختلف بحسب نوع الضفدع - تفقس البيوض ويخرج منها الشرغوف، أو ما يعرف أيضاً باسم "أبي ذنيبة"، وهو كائنٌ صغير مُفَلطح الشكل، لديه ذيلٌ طويل لكنه عديم الأرجل. بعد الفقس، يتَّجه أبو ذنيبة باحثاً عن أعشابٍ مائيَّة طافية ليتعلَّق بها مستخدماً فمه، ويبدأ بالتغذّي على أنواعٍ مختلفة من الطحالب، ويستطيع التنفس عن طريق الخياشيم.[٦]
بعد شهرٍ تقريباً من الفِقس يبدأ الشرغوف بالتغيُّر، حيث ينمو جلدٌ فوق خياشيمه ليُغطِّيها ويُفقدها قدرتها على العمل، وتبدأ الرئتان بالتكوّن، واللتان تُمكِّنانه لاحقاً من العيش والتنفُّس على سطح اليابسة، كما يتغير تركيب جهازه الهضمي استعداداً لتغيُّر غذائه؛ إذ إنَّ الضفدع البالغ يقتات على الحشرات، والعناكب، والحلازين، والأسماك الصَّغيرة، ومخلوقاتٍ لافقارية مختلفةٍ أخرى عوضاً عن الطحالب أو النباتات المائية التي كان يأكلها في مرحلة الشرغوف. بعد ستة إلى تسعة أسابيع من الفقس تقريباً تبدأ أربعة أرجلٍ صغيرة بالظهور حول الشرغوف، وتأخذ عيناه بالتباعد عن بعضهما البعض، ممَّا يزيد من مدى رؤيته، كما يكتسب القدرة على سماع الأصوات، وتزداد مساحة رأسه الذي يتَّخذ شكلاً أكثر نُضجاً، ويتوسَّع جسمه على نحوٍ كبير. وعند هذه النُّقطة، يبدو مظهره مثل ضفدعٍ بالغ بذيل طويل جداً، ويتحوَّل خلال شهرٍ إضافيٍّ تقريباً إلى الضفدع البالغ، الذي يكون حيواناً مُكتمل النمو مستعداً للتكاثر.[٧]
مراحل نموّ الدجاجالدجاج هو نوع من أنواع الطيور التي يتغذّى عليه الانسان، وهو من أهمّ الحيوانات التي تُربّى في المنازل أو في المزارع لاستخدام لحومها وبيضها، ويتكاثر الدجاج عن طريق التزاوج المباشر وتلقيح البيض، إذ يقوم بذلك الدِّيك (وهو ذكر الدجاج) بعد أن تنتهي الأنثى من وَضع البيض. وبعد عمليّات الانقسام الخلويّ يبدأ الجَنين بالتكوُّن، ويستمرُّ بالنُّموِّ لمُدَّة تتراوحُ من 20 إلى 21 يوماً تحضنُ الأنثى البيض خلالها قبل أن يفقس من بيضته، وعندها تُرافقه أمُّه لتُعلِّمه أكل العلف والحبوب لتعطيه السرعة في النمو والقوة اللازمة، وينمو صوص الدَّجاج بشكلٍ تدريجيٍّ ليأخذ ريشه بالنُموِّ عند عُمر خمسة شُهور، وتنضجُ الدَّجاجة جنسياً عندَ بُلوغها مرحلة ثمانية شُهور، بحيث تُصبح مُستعدَّة لوَضع ورعاية الصِّغار بدَورها. تعتبر أجنَّة الدَّجاج من أول الحيوانات التي دَرَسَ العُلماء كيفيَّة تطوُّرها ومراحل نموُّها، وذلك بسبب سُهولة الحُصول عليها ورعايتها في المُختبر، ومن ثمَّ مُتابعة تقدُّمها عن طريق إحداث شُقٍّ صغيرٍ في جِدار البيضة.[٨]
مراحل نموّ القططالقطط من الفقاريات الأليفة التي تُربَّى في المنازل، وتتغذّى القطط على اللحوم، ومشتقات الحليب، وبعض الأطعمة المُصنَّعة والمُعلَّبة، وهي تتكاثر عن طريق الولادة بالتزاوج المباشر بين الذكر والأنثى، وبعد فترة حملٍ تبلغُ تسعة أسابيع تضع الأنثى عدداً من الهِرَرْ يتراوح ما بينَ ثلاثة إلى خمسة، وقد يصلُ عددها نادراً إلى عشرة، ويُقارب وزن الواحدة منها نَحْوَ 100 غرام. تكون الهِرر الصَّغيرة عمياء وصمَّاء، ولذلك تُضطَّرُّ للاعتماد بصُورةٍ كاملةٍ على عناية أمِّها. ويزداد وزنها بعد أسبوع من الولادة بدرجةٍ كبيرة، وتبدأ بعد الأسبوع الثاني بفتح عيونها وسماع الأصوات حولها وتظهر أسنانُها الأولى، لكنَّها لا تستطيع التحرّك والرؤية بشكل جيد حتى بُلوغها سِنَّ الثلاثة أسابيع، إذ تُصْبِحُ وقفتها سليمة وتستطيع المشي باستقامة، وبعد وصولها إلى عمر ستة أسابيع تُفْطُمُ من قبل الأم (تتوقَّف عن شُرب حليبها)، وفي ذلك الوَقت يكتمل نُموُّ دماغها وجهازها العصبيّ، وتُصبح قادرةً على الاعتماد على نفسها إلى حدٍّ ما. تُصبح القطط ناضجةً جنسيًّا ومُستعدَّة للتكاثر عندما تبلغ حوالي 5 إلى 9 شهور من العُمر (عند الإناث)، أو 7 إلى 10 شهور (عند الذُّكور)، وتعيش عادةً فترةً تصل إلى خمسة عشر عاماً.[٩]
المراجعالمقالات المتعلقة بمراحل نمو الحيوانات