مدينة حران
هي واحدة من المُدن الواقعة في القارة الأوروبية، وتحديداً في البلاد التركية، وتوجد على بعد 44 كيلومتراً إلى الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة شانلي أورفا، وتقع في الركن العلوي من بلاد ما بين النهرين، وتصل مساحة الإجمالية إلى 1053.78 كيلومتراً مربعاً، ويعيش عليها ما يزيد عن 75 ألف نسمة.
تشتهر المدينة بأنّها تحتوي على سلسلة كبيرة من المنازل المبنية بشكل تقليدي من الخشب؛ حيث تتلاصق هذه المباني مع بعضها البعض.
التاريخ
- أُسست المدينة قبل حلول القرن التاسع عشر لتكون موقعاً للتجارة وذلك لأنها تحتلّ موقعاً استراتيجياً مثالياً؛ حيث إنّها تقع على طول طريق التجارة بين البحر الأبيض المتوسط، وسهول دجلة الوسطى من جانب، وعلى طريق أنطاكيا باتجاه الشرق حتى نينوى.
- وردت أهميّة المدينة في أحد كتب المؤرخ الروماني أميانوس مارسيليان في القرن الرابع؛ حيث تحتوي المدينة على اثنين من الطرق السريعة التي تؤدّي إلى بلاد فارس؛ حيث يقع الطريق الأوّل على الجهة الشمالية بالقرب من نهر دجلة، والآخر عبر منطقة آشور بالقرب من نهر الفرات.
- بدأت المدينة مرحلة من النموّ والازدهار خلال الفترة الكلاسيكية؛ حيث أصبحت مركزاً مهمّاً من الناحية الاقتصادية في الجزء الشمالي من بلاد ما بين النهرين.
- اكتسبت المدينة مكانةً كبيرةً نظراً لموقعها الاستراتيجي خلال القرن الثامن عشر باعتبارها واحدةً من المدن الآشورية التي تمر بالطريق السريع من دمشق حتى نينوى.
- تمّ اكتشاف العديد من النقوش التي تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد التي تدلّ على امتيازات الإعفاء الضريبي، والتحرّر من أشكال معينة من الالتزامات العسكرية.
- أصبحت مكاناً لإقامة الملك آشور الثاني بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية الحديثة الذي انسحب من نينوى عندما أقيل من قبل نبوبولاسر بابل، وأصبحت بعد ذلك جزءاً من الإمبراطورية الميدية.
- أصبحت تتبع خلال القرن السادس إلى السلالة الأخمينية المنتمية إلى بلاد فارس، ويقيت في أيدي الفرس حتى عام 331 ق.م بعد احتلال جيش الفاتح اسكندر المقدوني المدينة.
- أصبحت تتبع إلى الإمبراطورية السلوقية بقيادة الملك سلقوس الأوّل بعد وفاة الاسكندر في عام 323 ق.م، ومن ثم تبعت إلى الإمبراطورية الرومانية.
المسجد الكبير
يُعتبر واحداً من أقدم المساجد المبينة في المدينة بفن العمارة الإسلامية، ويُعرف أيضاً باسم مسجد الجنة، وقد بني خلال فترة الخلافة الأموية في الفترة الممتدة من عام 744 و750 م، وتوجد بالقرب منه العديد من الآثار القديمة التي يتم التنقيب عليها بالقرب من البوابات الشمالية، والغربية، ويحتوي المسجد على مئذنة كبيرة يصل طولها إلى 33.3 متراً، ونافورة، ومحراب.