تعتبر مدينة الدار البيضاء أو كازابلانكا باللغة الفرنسية الأكبر بين شقيقاتها في المغرب، وتوصف بأنّها المدينة التي لا تنام، وهي من المدن المغربية الساحلية المطلة على شواطئ المحيط الأطلسي؛ وبحكم موقعها حظيت بأهمية اقتصادية وتجارية على مستوى المملكة وخاصة بعد تطوير مينائها في بداية القرن المنصرم.
تتخذ مدينة الدار البيضاء طابعاً مغربياً إنسانياً حيث تعكس مبانيها مزيجاً بين الفن المعمري القديم والحديث، فيظهر ذلك بشكل جلي على الأبنية المنخفضة والمنتظمة الشكل والمباني الضخمة أيضاً، كما تأخذ المدينة مزيج من الصفات من مختلف العواصم العربية ففيها من بغداد والقدس، والقاهرة، ومرسيليا، ودمشق، وتمتزج بها الحضارات البرازيلية، والإسبانية، والإيطالية في مقاهيها ومينائها.
تسمية مدينة الدار البيضاءتستند الروايات في تفسيرها لتسمية مدينة الدار البيضاء بأنّها ترجمة حرفية للاسم الفرنسي كازابلانكا، وهي عبارة عن مسمى كان يستخدمه البحارة البرتغاليين للإشارة إلى المدينة أثناء القرن الخامس عشر الميلادي، وجاءت هذه التسمية من وجود منزل لونه أبيض مميز كان البحارة يميزون المدينة منه.
جغرافية مدينة الدار البيضاءتُشرف الدار البيضاء على المحيط الأطلسي، وتبعد عن مدينة الرباط بنحو 95كم نحو الجنوب، وتعد بمثابة الواجهة الرئيسية لجهة الدار البيضاء الكبرى، ووفقاً للإحداثيات الجغرافية فإنها تشغل حيزاً فوق تقاطع خطي طول 30.7، 45.7 إلى الغرب من خط غرينتش، وإلى الشمال من خط الإستواء فوق خطي عرض 33.30، 33.45.
تشترك المدينة مع خضبة بلاد زعير من الجهة الشمالية، كما تشترك مع الامتداد الطبيعي للشاوية من الجهة الجنوبية، أما حدودها مع المحيط الأطلسي فتأتي من الجهة الشمالية الغربية، كما تحدها هضبة بن سليمان من الجهة الشرقية.
تشغل مدينة الدار البيضاء حيزاً يمتد إلى 873كم تقريباً فوق الهضاب الساحلية الشمالية، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 167م تقريباً، أما فيما يتعلق بالمناخ فيسودها المناخ المعتدل، ويتأثر مناخها بالمؤثرات البحرية بحكم موقعها الساحلي، ويمتد التأثير ليصل إلى 60كم باتجاه داخل المدينة.
ديموغرافيا مدينة الدار البيضاءتشير إحصائيات التعداد السكاني إلى أنّ عدد سكان مدينة الدار البيضاء بلغ 3.515.000 مليون نسمة تقريباً في عام 2015م، وبذلك فإنّها المدينة الأكبر من حيث التعداد السكاني على مستوى البلاد، وتدرج أيضاً ضمن قائمة المدن الأكبر من حيث السكان على المستوى العربي والأفريقي.
يكشف التاريخ عن أصول سكان المدينة خلال السنوات من 1940-1950م أنّ نصفهم من الأقدام السوداء المسيحين ذوي الأصول البيضاء، وكان ذلك تحديداً خلال الحماية الفرنسية على المغرب، إلا أنّ عدد الأوروبييّن تدنى بعد حصول المملكة على استقلالها رسمياً، وفي الوقت الحالي تحتضن المدينة مجتمعاً تاريخياً يتألف من اليهود السفارديم ويقدر عددهم بنحو 4 آلاف نسمة.
التقسيم الإداري لمدينة الدار البيضاءتضم مدينة الدار البيضاء بحكم أنها عاصمة الدار البيضاء ثماني عمالات مقاطعات، ومنها عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وعمالة مقاطعات ابن امسيك، وعمالة مقاطعة عين الشق، وتنقسم المدينة إدارياً إلى ست عشرة مقاطعة وبلدية واحدة هي مشوار الدار البيضاء، ومن المقاطعات: مقاطعة الحي الحسيني، ومقاطعة سيدي عثمان، ومقاطعة سباتة، ومقاطعة سيدي البرنوصي، ومقاطعة الحي المحمدي.
الاقتصاد في مدينة الدار البيضاءتتخذ المغرب من الدار البيضاء عاصمة اقتصادية لها؛ حيث تعتبر القطب الجاذب للصناعة في البلاد، إذ يتمركز فيها نحو 55% من إجمالي الوحدات الإنتاجية في البلاد، وما يقارب 60% من الأيدي العاملة في القطاع الصناعي، ويشكل عدد السكان النشيطين فيها نحو 39% من إجمالي العدد في المغرب، وبذلك فإنها الساحة المالية الأولى للبلاد، كما أنّ في المدينة عدداً من المقرات لكبرى الشركات الوطنية والدولية والمتعددة الجنسيات، كما تحتل المدينة المرتبة الأولى من حيث البورصة على مستوى المغرب العربي، والثالثة في ذات المجال على مستوى أفريقيا.
أما فيما يتعلق بمينائها فإنّها بفضله تحتل المرتبة الخامسة إفريقياً وثاني ميناء إفريقي من حيث التصدير، فتنطلق منه حملات الحبوب والفوسفات، وجعلت الدار البيضاء من المغرب الدولة الأولى في تصدير الحبوب، والثاني في إنتاج الفوسفات بعد الولايات المتحدة، أما القطاع الصناعي في المدينة فيتمثل في ترحيل الخدمات، وعدد من الصناعات المتطورة كالطيران والإلكترونيات والسيارات والنسيج، بالإضافة إلى السياحة، أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فإنّ المدينة تحظى بتطور ملحوظ ونوعي في هذا السياق في الآونة الأخيرة، وتمثل ذلك على مختلف المجالات منها:
إنّ المدينة مُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو منذ عام 2013م، حيث تقدم المغرب بطلب تسجيل في السابع والعشرين من شهر نوفمبر من ذلك العام، وتم ضمها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في المغرب كتلبية للرغبة الملحة للبلاد في تقييم التراث بشقيه المعماري والحضري البيضاوي ليكون بمثابة تراث ثقافي إنساني له قيمة كونية مميزة.
يتوافد السياح إلى مدينة الدار البيضاء للاستمتاع بما تحتضنه بين ربوعها من آثار ومعالم تروي تاريخها الأصيل، ومن أهم هذه المعالم:
المقالات المتعلقة بمدينة الدار البيضاء في المغرب