مجرة درب التبانة

مجرة درب التبانة هي عبارة عن فضاء هائل ومثير للاهتمام، ولا يقتصر السبب في ذلك على قياس قطرها البالغ من مئةٍ إلى مئةً وعشرين ألف سنةٍ ضوئية، بل هي موطن لكوكب الأرض الذي نعيش عليه وتضم أيضاً مجموعتنا الشمسية التي تتحرك في مركز المجرة منذ ما يقرب سبعة وعشرين ألف سنةٍ ضوئية، وعلى الحافة الداخلية فيها دوامة من جزيئات الغاز والغبار يطلق عليها اسم "الذراع الجبار".

هناك العديد من الحقائق المذهلة التي لا تعد ولا تحصى حول هذه المجرة، وما اكتشفه العلماء في وقتنا هذا لا يقارن بما لم يكتشفوه بعد، ومن هذه الاكتشافات:

• لدرب التبانة أكثر من 200 بليون نجم: حجم مجرة درب التبانة متوسّط، فأكبر مجرة قام العلماء باكتشافها فيها أكثر من 100 تريليون نجم، والمجرات الأخرى يمكن أن يصل عدد نجومها إلى تريليون، وهناك المجرات القزميّة مثل سحابة ماجلان الكبرى فيها نحو 10 مليارات نجم، أما درب التبانة ففيها ما بين 100-400 مليار نجم؛ ولكن عندما قام العلماء بالبحث في السماء ليلاً، وجدوا أنّ عدد النجوم في سماء هذه المجرة يقلّ والسبب في ذلك أنّ درب التبانة يفقد باستمرار نجومه جراء انفجارها، ولكنه مقارنةً بذلك ينتج نجوماً جديدة تحتاج لتكوّنها حوالي سبع سنوات.
• هناك ثقب أسود في مركز درب التبانة: معظم المجرات الكبيرة لديها ثقب أسود هائل في المركز، كما هو الحال في مجرة درب التبانة، ومركز مجرتنا يدعى "Sagittarius"، ويعتبر هو المصدر لكمٍ هائل من موجات الراديو، ويعتقد أنّ يكون هذا الثقب الأسود الذي يقيس 22.5 مليون كم (14 مليون ميل) أكبر من حجم مدار عطارد، وهذا الثقب الأسود نفسه كتلته تساوي 4.6 مليون ضعف كتلة شمسنا ويتنامى، وعلى الرغم من وجود العديد من الثقوب السوداء في المجرة إلا أنّ هذا الثقب يستهلك كل ما ينشأ من تكوينات قريبة منه، وقد ظهرت في الاكتشافات الأخيرة لوكالة ناسا نجوم متشكلة بالقرب منه ولم يبتلعها مما يؤكد وجود ظاهرةٍ فلكية معينة.
• درب التبانة قديمة قدم الكون نفسه: أحدث التقديرات لعمر الكون كانت نحو 13.7 مليار سنة، ودرب التبانة يقدّر وجودها بحوالي 13.6 مليار سنة من تلك السنوات، وقد تكون أعلى أو أقلّ بـ 800 مليون سنة، وتمّ العثور على أقدم النجوم في مجرة درب التبانة في عناقيد كروية، وبناءً على هذا تمّ تحديد عمر مجرتنا عن طريق قياس أعمار هذه النجوم، ومن ثمّ مقارنة سنّ ما سبقها، وعلى الرغم من أنّ بعض مكوّنات مجرة درب التبانة قد تكوّنت منذ فترة طويلة، فإنّ المركز وفضاءها الواسع لم يتشكّل إلا قبل حوالي 10-12 بليون سنة، وهناك بعض مساحات الفضاء التي كانت قد تشكّلت في وقت سابق من بقية المجرة.