متى وأين ظهرت الفلسفة

الفلسفة كلمة يونانيّة الأصل، ويمكن تقسيمها إلى قسمين هما: Philos وتعني مُحب، والقسم الثاني هو Sophia ويعني الحكمة. ويمكن تعريف الفلسفة بأنّها علم يدرّس أصول الكون وغاياته، وكذلك الإنسان والطبيعة. والفلاسفة هم الأشخاص الذين يبحثون عن الحقيقة من خلال التفكير والتأمّل بالأشياء.

ظهرت الفلسفة كأقدم تاريخ في القرن السادس قبل الميلاد على يد طاليس 625 – 547 ق.م، وبدأت الحقبة الفلسفيّة اليونانيّة القديمة حتى وصلت الفيلسوف سقراط 470 – 399 ق.م في القرن الثالث قبل الميلاد ، حيث بدأت بالعديد من الأسئلة المحورية منها: ما هو الوجود؟، وما هي طبيعة الأشياء؟، وهل هنالك عنصر ثابت لأصل الأشياء أم أنه عنصر متغير؟، وغيرها الكثير.

بدأت في الفلسفات القديمة الكثير من التفسيرات التي تهتم بأصل الأشياء، ومن أشهرها تفسير الفيلسوف ديمقريطس الذي كان موجوداً بالفترة بين طاليس وسقراط، والذي يقول بأنّ أصل الأشياء هي ذرّات صغيرة الحجم متماسكة مع بعضها، وهذه الذرّات تتكوّن من أربعة عناصر رئيسيّة وهي الماء، والتراب، والنار، والهواء.

الإنسان كما قال ديمقريطس هو مكوّن من هذه العناصر الأربعة والتي تجتمع لتكوّن ذرّات، وعند موته، فإنّ هذه الذرّات تتحلل وتنفصل وتنطلق حتى تتشكل على شكل آخر، حيث كان هذا التفسير سابقاً لعصره، حتى جاء العلم وبيّن أنّ كل شيء مُكوّن من ذرّات صغيرة وعند انتهائها فإنّها تتحلل لتعود إلى التراب، أو الهواء، أو غيرها، الأمر الذي جعل تفسير ديمقريطس لأصل الأشياء هو الأهم والأكثر شهرة.

بحكم الاستقرار الأمني والاجتماعي الحاصل في اليونان ومدنها على عكس المدن الأخرى التي كانت منشغلة بالحروب والمعارك، بدأ اليونانيون التفكير في تحسين ظروف هذا البلد منذ القدم، فقد قاموا بدايةً بالبحث عن أهداف الإنسان في الحياة، ومنها بدأ البحث الفلسفي عن الخير والشر والحدود، وغيرها الكثير.

ظهرت الكثير من الفلسفات التي بحثت عن ماهيّة الخير والشر، والسعادة، كالفلسفة الأبيقورية، والفلسفة الرواقية التي وجدت بأنّ المعرفة هي سر السعادة، حيث كانوا يروّجون لها ويستغلون ذلك لمصالحهم، ولكن كلّ هذه الفلسفات نُقضت عندما جاء الفيلسوف سقراط.

أمّا الفلسفة الأبيقوريّة فقد كان مبدأها أنّ الإنسان يحصل على السعادة من خلال تجنّب الشر والألم الذي ينتج عن ما يحب ويكره إذا زاد عن حده، فمثلاً كثرة الطعام تسبب آلام البطن.