فرض الله سبحانه و تعالى على المسلم فرائض يؤدّيها في اليوم و الليلة كالصّلاة ، و فرائض يؤدّيها في كلّ سنةٍ مرّه كفريضة الصّيام و الزّكاة و الحجّ ، و قد شرع الله سبحانه لمن أراد الاستزادة من الحسنات أعمالاً تعدّ من النّوافل و من صورها صدقة التّطوع ، فالمال الذي يدفعه المسلم في أوجه الصّرف التي حثّ عليها الشّرع يسمى صدقة التّطوع ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم ثواب الصّدقة عند الله و آثارها ، فالصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النّار و ما من يومٍ يطلع إلا و ينادي ملكٌ من السّماء اللهم أعط منفقاً خلفاً و أعط ممسكاً تلفاً ، فالمنفق في سبيل الله يضاعف الله له حسناته و يبارك له في رزقه و ينمّيه ، أمّا الممسك الذي لا ينفق من ماله يكون عرضة للنّقصان و الابتلاء ، و قد أقسم النّبي صلّى الله عليه و سلّم على أنّ المال لا تنقصه الصّدقة ، و بيّن حال الرّجل الذي يتصدّق فيخفي الصّدقة حتى لا تعلم يمينه ما أنفقت شماله من الخير فهو ممّن يظلّهم الله بظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه .
و إنّ لصدقة التّطوع أوجهاً للصّرف كثيرةٌ أوّلها و أوجبها صدقة المسلم على أقاربه و أرحامه ففيها أجران أجر الصّدقة و أجر صلة الرّحم ، و نحن نرى كثيراً من الجمعيات الخيريّة التي تقوم بهذا الدور في حياتنا فتكفل الأسر الفقيرة المحتاجة و تكفل الأيتام و الأرامل و المساكين ، و إنّ من أوجه صدقة التّطوع شراء وجبات الطّعام و الشّراب و توزيعها على الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم ، و شراء الملابس و توزيعها لمن لا يجد كساءً عنده ، و قد بيّن النّبي عليه الصّلاة و السّلام في الحديث الشريف أنّه من كان عنده فضل زادٍ فليعد به على من زاد له و من كان له فضل ظهرٍ أي ركوب فليعد به على من لا ظهر له و كذلك سائر الأمور و الحاجات ، و هناك من يقوم ببناء المساجد فمن بنى بيتاً لله في الأرض بنى الله له بيتاً في الجنّة ، و كذلك تجهيز المجاهدين بالزّاد و العتاد .
و هناك مجالاتٌ عديدةٌ لصدقة التّطوع ، فكلّ ما يبذله المسلم من مالٍ في سبيل الله هو صدقة يثاب عليها .
المقالات المتعلقة بما هي مجالات صدقة التطوع