صلاة التراويح
هي صلاة قيام الليل التي يصليها المسلمون في شهر رمضان، ويكون وقتها بعد صلاة العشاء وحتى قبيل الفجر، وهي سنّة مؤكّدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث صلى الرسول صلاة التراويح في جماعة ثمّ ترك الجماعة فيها كما روت عائشة حتى لا تفرض على أمته، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون على قيام رمضان فقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وسنتحدّث اليوم في هذا المقال عن صلاة التراويح بشكل مفصّل.
سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم
سمّيت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنّ المسلمون يستريحون بعد كلّ أربعة ركعات فيها، ومن الجدير بالذكر أن المسلمين يستغلّون هذا الوقت القصير بين الركعات لذكر الله والتسبيح والتهليل، كما أنّ بعض الأئمة والدعاة يستغلون هذه الاستراحة في إعطاء درس دينيّ قصير يوجّهون فيه الناس إلى عبادة الله، أو يخصّصون الوقت للحديث عن أمر فقهي معيّن أو لنصح الناس وهدايتهم.
عدد ركعات صلاة التراويح
لم يرد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء يثبت عدد الركعات الواجبة في صلاة التراويح، لكنه ثبت من أفعاله عليه الصلاة والسلام أنّه قام بصلاتها إحدى عشرة ركعة، كما أوضحت ذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عندما سُئلت عن طريقة صلاته عليه الصلاة والسلام في رمضان، فقالت: (ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً) متفق عليه، ولكن هذا لا يعني وجوب هذا العدد دون غيره فتجوز الزيادة فيه، فقد قال ابن تيمية: "له أن يصلي عشرين ركعة، كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي، وله أن يصلي ستا وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة، وثلاث عشرة ركعة".
داوم المسلمون بعد ذلك على صلاة التراويح كما قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يؤدّونها كما تمّ الاتفاق عليه، وكان منهم من يصلّي في جماعة أو يصلي وحده، حتى قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجمع المسلمين على إمام واحد يؤمّ المسلمين في صلاة التراويح.
لقد دعانا رسول الله وحثّنا على قيام شهر رمضان، وكان السلف الصالح يواظبون عليها، وذلك لأنّ صلاة التراويح إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ربط بين الصيام والقيام كما ورد في الحديث.
المقالات المتعلقة بما هي صلاة التراويح
