روما هي من أكبر المدن الإيطالية ، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان ، وهي العاصمة ، تقع على نهر "التيبر" في الجزء الغربي من (شبه الجزيرة الإيطاليّة) . كانت روما عاصمةً للمملكة الرومانية ، وكانت المهد الأول لولادة أهم الحضارات الغربيّة ، حيث كانت تعد في تلك العصور مركز القوّة على نطاق أوروبا والدول المطلة على البحر المتوسط ، يمتد عمر المدينة لأكثر من 2500 عام ، وكانت في بداية العقود الميلاديّة وبعد انتهاء الهيمنة البيزنطيّة ، كانت المقر والدولة للبابويّة ، ومن ثم أصبحت عاصمةً للملكة الإيطاليّة ، يليها عاصمة جمهورية ايطاليا .
وكانت روما المركز الرئيسي لعصر (النهضةِ الإيطاليّة) ، وبنيت فيها كاتدرائية (القديس بطرس) ، والتي ما زالت حتى يومنا هذا ، وكانت قبلةً للعديد من الفنانين والمعماريين والمهندسين مثل (رفاييل و برامانتي و برنيني) ، حيث كان لهم دورٌ كبير في نهضة المدينة .
تعد روما في المرتبة الثامنة والعشرين ضمن أهم المدن في دول العالم ، والمدينة العالميّة بدرجةِ بيتا + ، وفي المرتبة الحادية عشرة من حيث عدد اقبال السياح عليها عالميا ، والثالثة اقبالاً للسياح على مستوى أوروبا .
أما حول تسميتها بـ(روما) فقد تعددت الأقاويل والإفتراضيات بشأن هذا الموضوع ، فقد قيل أنها سميت بهذا الإسم نسبةً الى (روميلوس) ابن المؤسس للمدينة "اسكانيوس" ، وقيل أنها سميت نسبةً الى نهر (رومون أو رومين) الإسم القديم لنهر "التيبر" ، وأقوالٍ أخرى تعود لمصطلحات باللغةِ اليونانيّة ، أو لشخوص كان لهم الأثر في ازدهار الحضارةِ فيها .
وقد دلت الأبحاث الأثريّة على تواجد الإنسان في تلك الأرض لـ14000 ، وهذا يدل على قدم المدينة وعراقتها، تدور الكثير من الأساطير حول بناء المدينة ، حيث تروي تلك الأسطورة بأن "رومولوس" قرر تشييد المدينة بعد قتله لأخيه "ريموس" إثر مشادةٍ وخلافٍ وقع بينهما ، هذا ما أشار له "فيرجيل" وهو شاعرٌ روماني ، عند تصويره فرار "اينياس" من طروادة أثناء سقوطها ، حيث أوصلته رحلة الفرار تلك الى (لاتيوم) ليشرع على الفور في تأسيس سلالته هناك لتصل لأول ملكٍ لروما وهو "رومولوس"، واختلفت الأقاويل بين المؤرخين وعلماء الآثار حول التاريخ الحقيقي لتأسيس تلك المدينة ، لتكون عبر التاريخ عاصمةً لعدة حضارات وامبراطوريات وممالك، أما في العصور الحديثة فتعد روما من أكبر البلديات الإيطالية مساحةً ، وأكثرها ازدحاماً بالسكان ، يحكمها رئيس بلديةٍ و مجلس المدينة ، وتتمتع تلك المدينة بالمناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط) ، من أجمل السواحل الإيطالية على البحر الأبيض ، شمس خريفها دافئة ، ويندر تساقط الثلوج فيها ، ويشهد صيفها نشاطاً ملحوظا برغم ارتفاع درجات الحرارة فيه .
وفق دراسةٍ أجراها (المعهد الوطني للإحصاءات) ، حيث تشير تلك الدراسة إلى أن 9,5% من سكان المدينة هم من أصولٍ غير أيطالية ، بل من جنسيّاتٍ مختلفة وخاصة من أصولٍ رومانية وبولندية ، وألبان وأوكرانيين ، وفلبينيون وبنغال ، وصينيين وغيرهم ، وتم افتتاح مسجد روما الكبير على أرضها ، ويعد هذا المسجد من أكبر المساجد في أوروبا .
المقالات المتعلقة بما هي روما