حوريّة البحر أو كما تُدعى بالإنجليزية Mermaid، هي عبارة عن مخلوق أسطوري، ويكون نصفها عبارة عن فتاة، ونصفها الآخر سمكة تعيش في البحار والمُحيطات، وقد نُسجت عنها الكثير من الروايات والحكايات والأساطير، وتفنّن في تصويرها الفنانون والرسامون في لوحاتهم وإبداعاتهم. ولحوريّة البحر عدّة تسميات في اللغة العربية فهي تسمّى بعروس البحر، وهذا مصطلح عاميّ، وتسمىّ بالعربية الفُصحى بالخيلان أو ابنة البحر أو ابنة الماء، ويسمّى ذكر حوريّة البحر بالإنجليزية باسم (Merman).
كثيراً ما مرّ علينا في التاريخ القديم المزج ما بين أجزاءٍ من جسد الإنسان مع أجزاءٍ من جسد الحيوان، وكان ذلك واضحاً من الرسومات والتماثيل التي صنعت لهذه الشخصيات، وهناك العديد من الأمثلة عليها ومنها: تمثال أبو الهول الذي يجمع ما بين رأس إنسان وجسد حيوان، وكذلك تجد في رسومات المعابد والتماثيل صوراً لجسد إنسان ويكون رأسه رأس كلب أو رأس طير، وفي الأساطير الإغريقيّة تردّ ميدوسا والّتي حوّلتها أثينا إلى امرأة بشعة وجعلت شعرها عبارة عن مجموعة من الأفاعي تُحوّل كل من ينظر إليها إلى حجر كعقابٍ لها لممارستها الفاحشة مع بوسيدون.
ولذلك لا نستغرب الخيال الخصب لدى القدماء من بني الإنسان وحتى الحديثين منهم عندما صوّروا حوريات البحر ككائنٍ يجمع ما بين صفات الإنسان وصفات الأسماك ومخلوقات البحر، فوصفوا هذه المخلوقات بأنّها تمتلك الجزء العلوي للإنسان والجزء السفلي للسمكة، وتكون عبارةً عن زوجين اثنين من أنثى وذكر، وهذه المخلوقات قادرة على السباحة تحت الماء بحُريّة والتنفّس على سطح الماء بحُريّة أيضاً، وتصف بعض الروايات أنّ هذه المخلوقات عندما تخرج من الماء يختفي الجزء السفلي منها الذي يشبه ذيل السمكة، وتكتسب أقدام الإنسان لتتمكّن من التنقل على سطح الأرض بسهولة.
وتوصف حوريّات البحر بمعطم الروايّات بأنّهن خارقات الجمال يجذبن الجميع بمظهرهنّ الأخّاذ، وتصوّر بعض الروايّات أنّ حوريات البحر مخلوقات طيّبة تحب الخير وترفض أن تؤذي أحداً وأنّها تعيش بمُجتمعات تحت الماء كما يعيش مُجتمع بني البشر. وتوصف هذه المخلوقات الجميلة بأنّها تمتلك قوىً سحريّة تستطيع أن تقلب بها البحر، وأنّك إذا ما أنقذتها من مشكلة أو إن ظهرت لك تمنحك الأماني التي تريدها وتطلبها منها، وفي بعض الروايات الأخرى تصوّر حوريّات البحر على أنّها مخلوقات شريرة تجذب الإنسان إليها بجمالها الأخّاذ وسحرها ومن ثم تلتهمه حيّاً.
وأوّل أسطورة لحوريات البحر كانت موجودةً في فترةٍ ما يقُارب الألف سنة قبل الميلاد، وتقول هذه الأسطورة: إنّ إحدى الآلهة أحبّت إنساناً ومن دون قصد منها قتلته وبعد ذلك عاقبت نفسها بأن ألقت بها إلى البحر ولكنّها لم تمت؛ بل احتفظت بجمالها وأعُطيت ذيل السمكة. وفي الكتب العربيّة ككتاب ألف ليلة وليلة ورد ذكرٌ لأشخاص يشبهون الحوريّات لكنهم يمتلكون جسد إنسانٍ بالكامل، ويستطيعون العيش تحت الماء. وفي العصور المُتقدّمة تشتهر رواية تحكي عن بحّار التقط حوريّة بحر بشبكته وهو يصطاد بعد أن رآها من بعيد وتزوّجها وأنجب منها أبناءً ولكنه من شدّة حبه لها وفتنته بها خبّاها عن أعين الناس وقتلها فيما بعد حتى لا يأخذها شخصٌ آخر بعد أن يموت.
المقالات المتعلقة بما هي حورية البحر