المواقع و الشبكات الإجتماعبة التي انتشرت على شبكة الإنترنت أصبحت من العوامل المؤثرة في العديد من الأشياء في العالم ، حيث أن التطور الذي شهدته تلك المواقع و زيادة عدد مستخدميها الذي يتعدى المليار مستخدم حول العالم قد جعل منها قوة لا يستهان بها في العديد من الأمور التي تتعلق بالتجارة و عمليات إستطلاعات الرأي العام و صناعة القرار ، بل و توجيه الرأي العام أيضاً في العديد من الحالات .
و قبل أن نعرض لذلك علينا أولاً أن نعرف لمحة تاريخية عن مواقع التواصل الإحتماعي على الإنترنت ، حيث بدأت تلك المواقع في الظهور بشكل فردي في أواخر تسعينيات القرن الماضي ، و كانت فكرتها في الأساس هي نفس الفكرة التي اعتمدت عليها نشأة الإنترنت ، و هي الربط بين الزملاء الدراسيين أو في العمل و إتاحة وسائل متطورة للتواصل مع الجميع و توفير سبل المحادثات الفورية و صفحات التعريف الشخصية للأعمال . و لم تدم تلك المواقع طويلاً حيث أنها لم تدر الدخل اللازم على مالكيها ، و في أوائل القرن الحالي ظهرت الموجة الثانية من المواقع الإجتماعية على الإنترنت ، و قد تربع على قمة تلك المواقع موقعي " ماي سبيس " ، و " فيس بوك " ، و إستمرت المنافسة بينهما حتى استطاع " فيس بوك " إحتلال الصدارة عبر اتاحة المجال للمطورين بإنشاء تطبيقاتهم الشخصية على الموقع ، و قد أدى هذا إلى زيادة أعداد المستخدمين بشكل خرافي تجاوز الثمانمائة مليون مستخدم حتى الآن .
من المعروف أن المواقع الإجتماعية ، و من اسمها قد أنشئت للربط بين الأصدقاء و تكوين علاقات جديدة في العمل أو المجتمعات ، و لكن مع التطور الرهيب و المتسارع الذي حدث في إستخدام تلك الشبكات تجاوز الأمر حد العلاقات الإجتماعية ، إن المواقع الإجتماعية تعتمد على الإعلانات التجارية كدخل أساسي ، لذا فقد قامت تلك المواقع بالعديد من الدراسات حول سلوكيات المستخدمين و توجهاتهم حتى يتم عرض الإعلانات التجارية المناسبة لهم . بالإضافة إلى التطور الشديد الذي شهدته تلك المواقع مما جعل عدد الساعات التي يقوم المستخدم فيها بالتصفح يتجاوز الخمس ساعات يومياً في المتوسط .
هذا بالإضافة إلى متخصصي الدعايا الذين يستخدمون تلك المواقع للدعايا التجارية و السياسية ، و قد شهدت المنطقة العربية في العام ألفان و إحدى عشر إنتفاضات شعبية كان موقع " فيس بوك " أحد وسائل نشرها و التحريض عليها .
المقالات المتعلقة بما هي المواقع الاجتماعية