الكوليرا هي من الأمراض المعدية، والتي تسبّبها جرثوم ضمة الكوليرا وبعض سلالاتها وهي تعمل على انتاج الذيقان المعوي، وتنتقل هذه الجرثومة للإنسان بطرق مختلفة، إما عن طريق الطعام ملوث أوشرب مياه ملوثة من أشخاص مصابون بالكوليرا، وكان الاعتقاد السائد لفترة طويلة أن الكوليرا متواجدة في الأساس في الإنسان، ولكن أصبح الأمر يتضح بالأدلة على أن البيئات المائية هي التي تكون مستودعات للبكتيريا، تعمل جرثومة الكوليرا على تبطين الأغشية المخاطية للأمعاء الدقيقة ممّا يسبب الإسهال المفرط والحاد، والكوليرا هي من أسرع الأمراض التي تؤدّي إلى الوفاة، وتؤدّي إلى انخفاض ضغط الدم لدي الشخص السليم إلى مستويات كبيرة في ساعة واحدة من بدء ظهور أعراض المرض على الشخص المصاب، وقد تؤدّي الكوليرا إلى موت الشخص المصاب في وقت لا يتعدى الثلاث ساعات إذا لم يتم الإسراع في العلاج، ويؤدّي إلى الوفاة في غضون 18ساعة إلى عدّة أيام إذا لم يتلقّى المصاب العلاج اللازم. تعتبر أفريقيا هي التي تحتوي على أكثر حالات الإصابة بالكوليرا في العالم، ويصل معدل الوفيات إلى 5% من مجموع المصابين بالكوليرا، ويصل إلى أقل من 1% في باقي الدول.
أصل نشأة الكوليرابدأ ظهو مرض الكوليرا على سبع مراحل، وفي كل مرحلة كان الوباء يحصد أرواح الملايين في بلدان مختلفة حول العالم ولكن المرجح أن جذور الكوليرا يعود إلى شبه القارة الهندية في نهر الغانج، وانتشر بعد ذلك عن طريق التجارة إلى روسيا وغرب أوروبا وانتقل من أوروبا إلى أمريكا الشمالية والكثير من الدول في كافة القارات، ولكنه قل بشكل كبير في تلك الدول بسبب تطور عمليات الترشيح للمياه ووجود طرق سليمة يتم التخلص من خلالها بالمياه العادمة والمجاري، ولكنه ما زال بشكل كبير في البلدان النامية لعدم وجود التكنولوجيا اللازمة للتخلص من الجراثيم في مياه الشرب.
أعراض الكوليراتوجد العديد من الممارسات الصحية تقي الإصابة بوباء الكوليرا، وساهم التطوّر الكبير في عمليات الترشيح والفلترة للمياه بتخفيف الإصابة بالكوليرا، ولكن هذا لا يمنع من أخذ التدابير اللازمة؛ لمنع الإصابة بهذا المرض، وطرق الوقاية تكمن في:
من حسن الحظ أن علاج وباء الكوليرا سهل جداً وبسيط ومتوفر، حيث يمكن علاج أكثر من 80% من المرضى بنجاح كامل، ويكمن العلاج بإعطاء المرضى محلول من السكر والملح وتسمى هذه الطريقة (العلاج بالإمهاء الفموي)؛ لأّنه يعطي عن طريق الفم، وتستخدم هذه الطريقة في جميع أنحاء العالم وخاصة في الدول المتأخرة والفقيرة؛ لأنه لا يكلف كثيراً وسهل التواجد، وتنقذ هذه الطريقة حياة الملايين من الأطفال والكبار من الموت، وفي حالات الكوليرا الشديدة يتم حقن المريض عن طريق الوريد بالسوائل اللازمة، وإلى جانب ذلك يأخذ المريض بعض المضادات الحيوية التي تساعد في تقصير مدة المرض وتحد من وصوله إلى الشدة ويبقى بسيطاً وسهل العلاج، ويتم استخدام التتراسيكلين وهو مضاد حيوي أساسي، وأثبتت بعض المضادات الحيوية فعاليتها مثل الدوكسيسيلين، والأريثروميسين، والفورازوليدون، وغيرهما وتعمل المضادات على تقليل فقدان الجسم للسوائل وذلك بالتقليل من الإسهال والتقيؤ، وتعمل على تقليل المدة التي يفرز بها بكتيريا الكوليرا، وظهر بعض أنواع الكوليرا تقاوم المضادات الحيوية إلا أنه تم اكتشاف جيل جديد من المضادات والتي أثبتت فاعليتها ضد جرثومة الكوليرا، ومن المهم أن يكون العلاج باتباع طريقة معينة والسرعة وهذا ما يتوقف عليه نجاح العلاج، وعند علاج الكوليرا يصبح معدل الوفيات أقل من 1%، وإذا لم تتم معالجته يزداد معدل الوفيات إلى 50-60% وهي نسبة مرتفعة جداً.
تشير الأبحاث الوبائية الحديثة إلى أن الأفراد يتعرضون للإصابة بوباء الكوليرا والكثير من العدوى التي يكون من أعرضها الإسهال، حسب فصيلة الدم، وذكرت الأبحاث أن أصحاب فصيلة الدم O هم الأكثر عرضة للإصابة بوباء الكوليرا، وأن أصحاب فصيلة AB لديهم القدرة على مقاومة جرثومة الكوليرا، والفصيلتين الآخرتين A وB حيث وضحت الأبحاث أن فصيلة A لديها مقاومة أكبر من فصيلة B.
المقالات المتعلقة بما هي أعراض الكوليرا