ما هو الفرق بين المسلم والمؤمن

ما هو الفرق بين المسلم والمؤمن

المسلم والمؤمن

خاطب الله سبحانه وتعالى عباده في كتابه الكريم بعدة صفات، ففي بعض الآيات ذُكر المؤمنون وبعضها الآخر ذُكِر المُسلمون، وبما أنه لا وجود للترادف في القرآن فكان لا بُد من معرفة ما إذا كان هناك فرق بين المُسلم والمؤمن، فمن المعروف أن الإسلام هو دين الله إذا فكُل من يُؤمن بهذا الدين هو مُسلم، ولكن متى يُقال إن هذا المُسلم مؤمن؟ هذا هو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

الفرق بين المسلم والمؤمن

المُسلم هو كُل شخص استطاع تحقيق أركان الإسلام الخمسة فقط دون زيادة عليها من نوافل ورواتب، ولكن المُؤمن هو شخصٌ مُسلم ولكن في مرتبة أعلى؛ حيث إنه يلتزم بأركان الإسلام الخمسة، بالإضافة إلى إيمانه العميق بما يفعله، وأدائه العبادات بالإضافة إلى النوافل أي العبادات الزائدة وهو مُؤمن بأن هذه الأعمال هي التي تُقربه أكثر فأكثر إلى الله، بحيث تنبع هذه العبادات من تيقنه وإيمانه بها.

ويرى علماء الدين أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإيمان والإسلام، فإذا وُجدا في آية واحدة فهذا يعني أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة التي يقوم بها المُسلم وهي العبادات بمختلف أشكالها، بينما الإيمان يعني الاعتقاد الداخلي بهذه الأعمال، بينما عند ذكر الإيمان وحده في الآية فهنا يدخل الإسلام بمعنى الإيمان، والأمر ذاته ينطبق على كلمة الإسلام ويظهر ذلك واضحاً في الآية الكريمة: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران: 19].

ويتبين مما سبق أن كُل مؤمن هو مُسلم بينما ليس كُل مُسلم مُؤمناً، فهناك فئة من المُسلمين تُسمى المنافقين، وهم أشخاص في الظاهر مُسلمين ويُؤدون العبادات ويُعتبرون مُسلمين، إلا أن الفرق بين المسلم والمنافق أن المنافق هو لا يُؤمن داخلياً بكُل ما يقوم به من عبادات، أو أنه يقوم بهذه العبادات مراءاة أمام الناس ليس إلا، ولهذا فهو مُسلم وليس مُؤمناً لا يخشع في صلاته، وقد يتجاهل أداء بعض العبادات الأخرى وحتى لو قام بها سيكون السبب أمر دنيوي، وليس إيماناً منه بضرورة ذلك، ولهذا فإن المنافق يُعامل في الدُنيا على أنه مُسلم، ولكنه أمام الله هو ليس بمسلم ولا بمُؤمن، لأنه يُؤدي العبادات دون وجود إيمان داخلي لديه بأن تأدية هذه العبادات في الدنيا ستكون سبباً في دخول الجنة في الآخرة.

ورغم إجماع الكثير من عُلماء المُسلمين على أن هناك فرقاً بين المُسلم والمؤمن، إلا أن هناك فريقاً آخر يرى أن لا فرق بينهما، فالإسلام في نظرهم عقيدة ومن يتبعها يجب أن يكون مُؤمناً بهذه العقيدة، ومن هذا المُنطلق قالوا إنه لا يجوز التفريق بين المُسلم والمؤمن، فالإسلام هو الدين الذي يجمع ما بين إيمان المُسلم بأركان الإيمان التي ذُكرت في الحديث الشريف إضافة إلى القيام بكل العبادات المطلوبة منه والمعروفة بأركان الإسلام، ولا يجوز أن يتم الفصل ما بين أركان الإيمان وأركان الإسلام حيث إن كليهما مُتمم للآخر، ولهذا قالوا بوجوب عدم التفريق بين المُؤمن والمُسلم.

المقالات المتعلقة بما هو الفرق بين المسلم والمؤمن