يتعرض المرء منها إلى مواقف كثيرة في الحياة تسبب له الضغط النفسي والشعور بالقهر والرغبة في تغيير الأمر الواقع الذي لا يرضيه، والحقيقة أنه لا يكاد يخلو إنسان من هذا الشعور في فترة من فترات حياته، ويطلق على هذا الشعور الذي يصيب الرجال دون النساء بقهر الرجال، وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف أنه استعاذ بالله تعالى من قهر الرجال، فما هو المعنى الحقيقي لقهر الرجال ؟ وما هي حالته؟
قهر الرجال قهر الرجال هو شعور سلبي يستشعره الإنسان في مكنونات النفس، ويسبب له الإزعاج الشديد والحنق بسبب عدم قدرته على تغيير ما سبب له هذا الشعور من قول أو فعل أو حادثة من حوادث الحياة، وإن هذا الشعور لا يكون إلا عند الرجال الحقيقيين الذين ورد ذكر صفات لهم في القرآن الكريم، فليس كل ذكر هو رجل متصف بصفات الرجولة الحقيقية، والتي يقع عليه قهر الرجال إذا وجدت مسبباته.
الحالات التي يكون فيها قهر الرجال
- يشعر الرجل بالقهر عندما يقع في أسر العدو، فالعدو حينما يتمكن من الرجال تراه يذلهم ويستعبدهم خاصة إذا كان فاقداً للمعاني الإنسانية والأخلاق الحسنة، ونحن نرى في حياتنا المعاصرة كثيراً من الحالات التي يتسلط فيها أعداء الأمة على رجالها بالأسر والتنكيل، وما يحصل لإخواننا في فلسطين ليس عنا ببعيد.
- أن يرى الرجل أخاه المسلم أو أخته المسلمة في حالة تسوؤه ولا يستطيع النصرة أو المساعدة، فالرجل الحقيقي يشعر بالقهر عندما يرى ما يحصل لأخواته المسلمات من تحرش لفظي في المجتمع قد لا يستطيع أن يحرك حياله سكونه، كما يتألم الرجل ويشعر بالقهر عندما يرى إخوانه المستضعفين المظلومين ولا يستطيع نصرتهم أو رفع الظلم الواقع عليهم.
- أن يكون الإنسان في حالة عوز وحاجة ولا يستطيع سد احتياجات أسرته ومتطلبات العيش الكريم لها، وهذه الحالة تسبب الشعور بقهر الرجال، وفي الأثر عن سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قوله: عجبت لمن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه، فالفقر والحاجة تسببان القهر لدى الرجال، خاصة إذا نظر إلى أولاده وأهله وهم يتضرعون جوعاً، ويئنّون من ألم الحياة وشظفها.
- يشعر الرجل بقهر الرجال حينما ينظر إلى ضعف المسلمين وتكالب الأعداء عليهم من أقاصي الدنيا، وكذلك حينما يرى بعض الجماعات التي تدعي الالتزام والتي تسيء إلى هذا الدين العظيم أكثر من إساءات الغرب الكافر له.