ما عاصمة فنلندا

عاصمة فنلندا و أكبر مدنها هي مدينة هلنسكي ، و تقع في إقليم أوسيما جنوب البلاد على شاطئ خليج فنلندا في بحر البلطيق ، و لمدينة هلنسكي تاريخ قديم مرتبط بمملكة السويد ، و قد تم تأسيسها في عام ألف و خمسمائة و خمسون على يد الملك السويدي غوستاف الأول ، و قد تم تأسيسها لغرض إستراتيجي ، و هو أن تكون مدينة ساحلية منافسة لمدينة أخرى تعرف باسم ريفال ، لكن لم يكن الحظ في جانب هلنسكي ، حيث ظلّت بلدة صغيرة على الساحل لا يوجد بها إلا القليل من المشاريع و يعاني أهلها الفقر و المشاكل التي تأتي لهم من البحر في زي الغزاة و المغيرين ، بالإضافة إلى المراض التي تحيق بهم و لا يتم معالجتها ، و ذلك حتى القرن الثامن عشر حين تم بناء قلعة سيفابورغ البحرية في المدينة ، مما ساعد على تحسن حالها لفترة من الزمان ، و بعد الهزيمة التي حاقت بالسويد في الحرب الفنلندية على يد الإمبراطورية الروسية ، تم تأسيس دوقية فنلندا الكبرى و تم إعطائها حكم ذاتي تابع للإمبراطورية الروسية ، من هنا بدأت هلنسكي في التحول إلى مدينة كبرى و دخلت مرحلة جديدة في تاريخها .

أراد القيصر ألكسندر الأوّل الحد من التأثير السويدي الثقافي في فنلندا ، فقام بنقل العاصمة من مدينة توركو إلى هلنسكي ، و نقل معها الجامعة الوحيدة في البلاد آنذاك ، و ذلك في عام ألف و ثمانمائة و سبعة و عشرون ، و أعيد بناء و سط مدينة هلنسكي على الطراز الكلاسيكي ( الحديث وقتها ) فصارت تشبه إلى حد بعيد مدينة سانت بطرسبورغ ، و تم مد خطوط سكك حديدية للمدينة مما أدى إلى نموها بشكل سريع .

خلال القرن العشرين عانت هلنسكي من العديد من الحروب ، بداية بالحرب الأهلية عام ألف و تسعمائة و ثمانية عشر ، و حرب الشتاء التي جرت في عام ألف و تسعمائة و تسعة و ثلاثون ، إلى قصفها بواسطة القاذفات السوفييتية في الحرب العالمية الثانية . و رغم ذلك خرجت هلنسكي من المعارك و واصلت تطورها و تقدمها بشكل سريع ، و استضافت دورة الألعاب الأوليمبية لعام ألف و تسعمائة و إثنان و خمسون ، و قد زاد التطور في المظاهر الحضارية في مدينة هلنسكي إلى زيادة عدد السكان فأصبحت من أسرع المراكز الحضارية الأوروبية نمواً في مرحلة التسعينات من القرن الماضي ، و حالياً هي في قائمة أفضل المدن في العالم .