يُعدّ اصفرار الوجه وجلد الجسم عموماً وبياض العين والأغشية المُخاطيّة أو اليرقان (بالانجليزية: Jaundice) عرضاً وشكوى مَرضيّة وليس مرضاً بحدّ ذاته، إلّا أنّه قد يدلّ على وجود مرضٍ مُعيّن أدّى إلى ظهور الاصفرار، ويكون السّبب وراءه ارتفاع نسبة المُريرة أو البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) في سوائل الجسم.
البيليروبين مادّة صفراء تَنتج من تكسُّر خلايا الدّم الحمراء بعد انتهاء عمرها الذي يصل إلى 120 يوماً، أو نتيجة ضعف وهشاشة خلايا الدم الحمراء فتتمزّق. يظهر الاصفرار على الجلد والأغشية المُخاطيّة وبياض العين عندما تتعدّى نسبة البيليروبين في البلازما 3 ملم لكلّ ديسيليتر. قد يكون السّبب الذي أدّى إلى الاصفرار بسيطاً، وقد يدلّ على وجود مرضٍ خطير أدّى إلى الاصفرار، كما أنّ للعمر دوراً مُهمّاً في تحديد سبب الاصفرار؛ حيث إنّ أسباب الاصفرار عند الأطفال تختلف قليلاً عن أسباب الاصفرار عند الكبار.[١][٢][٣]
تصنيف أسباب الاصفرارتُصنّف الأسباب التي تُؤدّي للاصفرار طبيّاً حسب موقع المشكلة إلى أسباب قبل كبديّة، وأسباب كبديّة، وأسباب بعد كبديّة. إذا كان سبب الاصفرار قبل وصول البيليروبين إلى الكبد يُسمّى السّبب قبل الكبديّ، أي أنّه ليس للكبد علاقة بالمُشكلة، والسبب الكبديّ يعني أن هناك مُشكلة في الكبد أدّت إلى الاصفرار، والسّبب البعد كبديّ يَعني أنّ المُشكلة ليست في الكبد بل في القنوات النّاقلة للبيليروبين الذّائب في العُصارة الصّفراء. يُمكن تصنيف أسباب الاصفرار أيضاً حسب نوع البيليروبين المُرتفع، غير مُباشر أو مباشر (غير مُقترن أو مُقترن).[٤]
أسباب الاصفرار الأسباب القبل كبديّةقبل أن يقترن البيليروبين في الكبد يكون حُرّاً أو لا مقترناً أو غير مُباشر، وتكون المشكلة قبل الكبد، وتزداد نسبته نتيجةَ تكسُّر خلايا الدّم الحمراء. هناك أسبابٌ كثيرةٌ تُؤدّي إلى زيادة نسبة البيليروبين القادم إلى الكبد، لكنّ الكبد السّليم بإمكانه تصريف كميّات خلايا الدّم المُتكسّرة فيكون أحياناً الاصفرار النّاجم عن تكسير خلايا الدّم الحمراء خفيفاً، ما عدا في حالات تَكسُّر الدّم عند الأطفال وعند الأشخاص المُصابين بمرض في الكبد إلى جانب تكسُّر خلايا الدّم الحمراء.[٥][٦][٧]
من الأسباب التي تُؤدّي إلى زيادة نسبة تكسّر الدم:[٥][٦][٧]
السّبب يعود إلى خلل في خلايا الكبد؛ ففسيولوجيّاً يمرّ البيليروبين بالكبد ليحصل له عدّة تفاعلات كي يُصبح مُقترنَاً وقابلاً للذّوبان في الماء، ثمّ يخرج الجزء الأكبر منه عن طريق البُراز وجزء أقلّ عن طريق البول، وهو ما يُعطي البراز والبول لونيهما؛ فإذا كان هناك خلل في الكبد فستتأثر تفاعلات اقتران البيليروبين التي تحدث في الكبد، ممّا يُؤدّي إلى تراكمه وعدم تصريفه، وزيادة نسبته في الجسم.[٥][٦][٧]
من الأسباب الكبديّة التي تُؤدّي إلى زيادة نسبة البيليروبين الكبديّة:[٥][٦][٧]
تحدث المشكلة بعد اقتران البيليروبين نتيجةَ انسدادٍ في القنوات المُصرّفة للعُصارة الصّفراء الذي يذوب فيها البيليروبين المُقترِن، وقد تكون المُشكلة في أيّ منطقة تصل ما بين خلايا الكبد والاثني عشر، ممّا يُؤدّي إلى ركود العُصارة الصّفراء.[٥][٦][٧]
من الأسباب البعد كبديّة:[٥][٦][٧]
هناك أسباب كثيرة للاصفرار، وكي يعرف المريض سبب اصفرار وجهه أو جلده بشكل عامّ يجب أن يقوم بعمل عدّة فحصوصات مخبريّة وهي:[٨][٩]
كما يجب عمل صور تلفزيونيّة لتقييم حالة المرارة والقنوات النّاقلة، وأخذ خزعة من الكبد، وتنظير للمرارة والقنوات النّاقلة للعصارة، بالإضافة إلى ذلك، هناك علامات مرضيّة أُخرى تدلّ الطّبيب على السّبب، مثل انتفاخ البطن، أو زيادة حجم الكبد أو الطّحال، وإذا كان لون البول غامقاً ولون البُراز فاتحاً أو مثل لون الصّلصال فهذا يدلّ على أنّ المُشكلة بعد كبديّة.[٨][٩]
العلاجيتمّ تقييم كلّ حالة على حِدَة تبعاً للسّبب الذي يجده الطّبيب وسبب الاصفرار بناءً على نتائج الفحوصات المخبريّة، فمثلاً إذا كان السّبب هو عقار ما فيزول الاصفرار بالتوقّف عن تعاطي الدّواء وإيجاد بديل له، أمّا إذا كان السّبب سرطاناً فبإزالة الورم أو بإزالة الحصاة التي أدّت إلى انسداد القنوات، وبحالة تكسُّر الدم فكلّ حالة تُعامَل على حِدَة؛ لأنّ كل مرض عالماً قائماً بحدّ ذاته، وفي حالات مُعيّنة خاصّة عندما يكون الكبد هو السبب يُمكن أن يصل العلاج إلى زراعة كبد جديد. لكن كخطّ رئيس يُعالَج الاصفرار بناءً على السّبب الذي أدّى إلى وجوده.[١٠]
المراجعالمقالات المتعلقة بما سبب اصفرار الوجه