إن حلق شعر رأس الطفل بغض النظرعن جنسه يعد إتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وليس واجباً القيام بحلق رأس المولود، كل شيء ورد عن سنة النبي صلى الله عله وسلم لم يرد عبثاً بل له حكمة وفوائد لذلك من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لن يضل أبداً، وحلاقة رأس المولود ذكرت في أكثر من موضع في السنة النبوية الشريفة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل غلام رهينة بعقيقتة تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه "، وقوله صلى الله عليه وسلم لإبنته فاطمة رضي الله عنها : " يا فاطمة إحلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة " .
وقد اختلف العلماء على حلق شعر المولودة حيث أن المذهب الحنبلي لم يحبذ حلق رأس المولودة بينما أكد المذهب الشافعي والمالكي عدم وجود الفرق بين الذكر والأنثى في مسألة الحلق وذكروا أنها سنة .
فوائد حلاقة شعر المولود : كما ذكرنا إن لحلاقة رأس المولود فوائد صحية وهي :
- عند وجود الطفل في رحم أمه تكسو جسمه مادة دهنية لحمايته في بطن أمه من الجفاف ولحمايته من الصدمات عند خروجه من رحم أمه، حيث تجمع هذه المادة الميكروبات والفيروسات على فروة رأس الطفل فتعمل على إضرار البصيلات و إضعافها لذلك يجب حلق رأسه للتخلص من هذه المادة اللزجة حيث يجب أن تتم الحلاقة في أسبوعه الأول لأنه بعد ذلك تكون قد تجمعت البكتيريا ولا يكون هناك فائدة من الحلاقة، وتساعد الحلاقة على تحسين نظر وسمع وشم الطفل من خلال فتح مسام الرأس التي تؤدي إلى إخراج البخار، تؤدي أيضاً الحلاقة إلى تقوية بصيلات الشعر و التخلص من الشعر الضعيف وظهور الشعر القوي .
- حلق شعر الطفل ينظف الطفل من الخارج وينظف قلوب الآخرين من الحقد والحسد والكراهية، لأن المسلم يشارك فرحة قدوم مولوده الجديد مع الآخرين كالمحتاجين والفقراء عن طريق ذبح العقيقة التي تسبق حلق رأس الطفل والصدقة التي يقوم الشخص بإخراجها عند حلق رأس المولود، فما أرحم رب العالمين الذي لم يجعل شيئاً عبثاً بل سخر كل شيء لفائدة الإنسان، فبالإضافة إلى الفائدة الصحية للطفل هناك الفائدة المجتمعية التي تعم على الوالد بالأجر والثواب عند الله تعالى وعلى الفقير المحتاج الذي إستفاد من ذبح العقيقة أو من توزيع الفضة بما يتناسب مع الشعر المحلوق إقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .