تعتبر الصلاة الفرع الأوّل من فروع الإسلام وثاني أركانه، وهي أوّل العبادات التي قام الله عزّ وجل بجعلها واجبةً على المسلمين، وأوّل عبادة يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة، وهي واجبة على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقل، فقد فرضها الله عزّ وجل على الرّسول صلّى الله عليه وسلم وعلى المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج؛ حيث قام الله عزّ وجل بفرضها على رسوله الكريم بشكلٍ مباشر من دون الوحي، وهذا يدلّ على الأهميّة الكبيرة والحكمة العظيمة الّتي تحتوي عليها الصلاة؛ حيث إنّ في كلّ أمرٍ فرضه الله عزّ وجل حكمة، ويمكن ألّا نستدلّ عليها بأنفسنا وبعقولنا أو بما توصّلنا إليه في الوقت الحالي، إلّا أنّ العلماء والناس يجتهدون إلى ذلك بكل ما أوتوا من عقل، وتبقى الحكمة الكبرى من الصلاة في علم الله وحده عزّ وجل.
الحكمة من الصلاةالحكمة الأولى من الصلاة هي أنّها تصل العبد بربّه، وهذا ما يدلّ عليه اسمها أيضاً؛ إذ إنّ الإنسان في ظلّ تعامله مع الشهوات والوساوس المختلفة في الحياة يحتاج إلى قوّة تعينه للثّبات على الدين وعلى الصّراط المستقيم، وهذا هو ما نريده في الصلاة، إذ إنّ الصلاة تقوم بتثبيت قلب المسلم على النهج الذي ينتهجه، وتساهم في تقويمه إذا ابتعد عن الطريق الصحيح، فعند دخول العبد في الصلاة يقول: الله أكبر، وفي هذا التكبير يوقن الإنسان أنّ الله عزّ وجل هو الأكبر والأقوى من كلّ ما قد يواجهه في الحياة، وهو أكبر من كلّ من تجبّر وظلم، فبذلك يثبت قلبك على الحق لمعرفتك بأنّ الله عزّ وجل الّذي تتّصل معه خمس مرّات في اليوم بأمرٍ من عنده هو الّذي سيحفظك من كل شر.
كما أنّ في طريقة فرض الصلاة حكمة؛ حيث إنّ الله عزّ وجل فرضها على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مباشرةً من دون الوحي، وتظهر الحكمة أيضاً بأنّها أوّل ما فُرض على المسلم من العبادات، وبأنّها أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؛ إذ إنّ الله عزّ وجل قد فرض الصلاة مباشرة وذلك لأنّ العبد يتّصل بالله عزّ وجل مباشرةً خلال الصلاة، فيكون العبد أقرب ما يكون إلى الله عزّ وجل في السجود، ولذلك فرضها الله عزّ وجل على المسلمين عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنّه فرضها عليه في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث إنّ في رحلة الإسراء والمعراج تثبيتاً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلّم على الرّسالة التي بعث فيها؛ ففي الصلاة الّتي أمرّ الله عزّ وجل رسوله بها تثبيت للمؤمنين خلال رحلتهم في الحياة، وهي أولى العبادات فإذا كنت غير قادرٍ على الاتّصال بالله عزّ وجل في اليوم خمس مرّات فلن تكون قادراً على أداء باقي العبادات بالشّكل الصحيح، ولهذا كانت الصّلاة هي عمود الدّين وأساسه.
المقالات المتعلقة بما الحكمة من الصلاة