الفيل هو أضخم حيوان بريّ على سطح الأرض، وثاني أكبر كائن حيّ بعد الحوت الأزرق، وهو من الثّدييات ويعيش في قارتين فقط، هما أفريقيا وآسيا. يتواجد الفيل الآسيويّ بشكل رئيس في الهند، حيث يقوم بعض الهنود بتقديسه وعبادته، ويتميّز بأنّه رغم حجمه الكبير إلا أنّه يعيش في جماعاتٍ تُسمّى قطيع الفِيَلة، ويتكوّن هذا القطيع من الإناث والذّكور والصِّغار. كما يتميّز بتحوُّر الأنف والشّفة العُليا لخرطوم طويل غير مُوجود عند أيّ كائن حيّ آخر، يستخدمُه في الأكل، والشّم، والشُّرب، والاستحمام.[١] أما أكثر الأمور التي تُميّزُه هو وجود قرنين من العاج على جانبَي الخرطوم اللذين كانا السّبب بانقراض أنواع مُنها، وانخفاض أعدادٍ كبيرةٍ منها حول العالم، وذلك بسبب صيد الفِيَلة لاستخدام العاج في صناعات مُختلفة. ومن أنواع الفِيَلة المُنقرضة الماموث والصّناجات.[٢] بالإضافة إلى أنّ الفيل يمتلك حاسَّتَي شمّ وسمع قويّتين إلى جانب الآذان الكبيرة والخرطوم الطّويل، وذلك لتعويض حاسّة النّظر شديدة الضّعف.
أنثى الفيلتُعتبر أُنثى الفيل القائد الأعلى في قطيع الفِيَلة، وذلك نتيجةً لضخامة حجمها مُقارنة بالذّكور، ويبلغ طول الإِناث حوالي المترين ونصف المتر، ويبلغ وزنها ثلاثة أطنان، أي أنّها ضخمة وثقيلة في حجمها وشكلها. تختلف حياة أُنثى الفيل حسب القطيع الذي تنتمي إليه، حيث تقوم أُنثى الفيل على عاتقها بدور قائد القطيع وخصوصاً التي تكون كبيرةً في السّن، وذلك لأنّه عادةً ما يترك ذكر الفيل العائلة ويبحث من جديد عن إِناث من قطيع آخر ليُكوّن عائلة جديدة، ولكن الفيل يملك وفاءً شديداً لقبيلته، حيث يكون قريباً منها ليتمكّن من زيارتها بين فترة وفترة، وذلك لأنّ المُدّة التي يعيشها الفيل طويلة تصل إلى ما يُقارب السبعين عاماً.[٣]
اسم أنثى الفيلتُسمّى أنثى الفيل باسم عيثوم وزندبيل، ويُسمّى صغير الفيل باسم الدّغفل.[١]
تكاثر أنثى الفيليرى الباحثون أنّ لحياة أُنثى الفيل نظراً لضخامة حجمها فإنّ لها عاداتٍ مُختلفة تقوم بها عند الحمل والولادة، وإذ تضع أنثى الفيل بعد حملها فيلاً واحداً في العادة، وتكون فترة حمل الفيل سنة وعشرة أشهر، أي 22 شهراً. وغالباً ما يكون الحمل بفيل واحد فقط ونادراً أن يكون الحمل بفيلين صغيرين. ومن الأمور العجيبة أنّ هذا الفيل الصّغير بعد ولادته يستطيع المشي مُباشرة، ويستمرّ الدّغفل مُرتبطاً بأُمّه مُدّة لا تزيد عن ثلاث سنوات. وهذه الفِيَلَة الصّغيرة تكون بالعادة حول أُمّها لتحميها من الحيوانات المُفترسة التي تُهاجم الفِيَلة الصّغيرة، مثل الأُسود والضِّباع، وعادةً ما تعيش الفِيَلة في مناطق الأدغال، مثل السّافانا، والغابات التي تُؤمّن لها الحماية من أعدائها، والتي توفّر لها مصدراً لغذائها، حيث تتغذّى الفِيَلة على الأعشاب والنّباتات.[٣]
أعداد الفيلةشهدت الفِيَلة حول العالم تناقُصاً حادّاً في أعدادها، فوصلت أعدادها في القرن العشرين في أفريقيا إلى ما يُقارب مليون فيل، أما في آسيا فوصلت الأعداد إلى 100 ألف فيل. تعرّضت الفِيَلة خلال العقود الأخيرة الماضية لتناقص شديد؛ ففي أفريقيا وصلت الأعداد حاليّاً إلى ما بين 450 ألف - 700 ألف فيل، أمّا في آسيا فوصلت أعداد الفِيَلة إلى ما بين 35 ألف - 40 ألف فيل.[٤]
ميزات فريدة للفيلللفيل مِيزات تجعله حيواناً فريداً في براري أفريقيا وآسيا، أحد هذه المِيزات الفريدة أُذُن الفيل الكبيرة والتي تكون في الفيل الأفريقيّ أكبر بكثير من الفيل الآسيويّ، وتعمل هذه الأُذُن الكبيرة على تبريد جسم الفيل من خلال مرور الدّورة الدمويّة في الأذن لتنتقل الحرارة من الجسم للهواء المُحيط، ممّا يُساعد على تخفيف حرارة الجسم بمقدار تسعة درجات مِئويّة. أما أرجل الفيل فإنّها تشبه أربعة أعمدة ضخمة، وهي ضروريّة لدعم الوزن الهائل للفيل. أنيابُه العاجيّة عبارة عن أسنانٍ مُفرطة النّمو يستعملها الفيل لنبش الجذور من أجل الطّعام، ويستخدمها أيضاً كسلاح للدّفاع عن النّفس. ودماغ الفيل صغير نسبةً إلى حجمه، وخرطومه هو الجزء الأكثر غرابة من جسمه؛ فهو امتدادٌ للأنف والشّفة العليا، ويخدم الفيل باعتباره يد، وذراع، وأنف، وجزء من الشّفتين. هناك حوالي 40 ألف عضلة في الخرطوم، وهو قويّ ومَرِن في آنٍ معاً. رأس الخرطوم ينتهي بنوعٍ من أصبع شديد الحساسيّة لدرجة أنّه يستطيع التقاط دبّوس صغير به.[١]
تاريخ حياة الفيلةبدراسة العلماء للأحافير الموجودة في أعماق مُختلِفة على سطح الأرض وَجدوا أنّ الفِيَلة جابت جميع أنحاء العالم، إذ وُجِدَت مُستحثّات لها في كلّ قارّات العالم ومنها سَيبيريا، لكنّ أعدادها أصبحت في تناقُص ليقتصر انتشارها في قارتَيّ أفريقيا وآسيا، وذلك بسبب الاستخدام والصّيد الجائر للفِيَلة للاستفادة منها بعدّة أمور، أهمّها العاج الثّمين، واستخدامها في عمليّات النّقل والبناء الذي أدّى إلى قصر فترة حياتها وقلّة تكاثرها. وزاد الوضع سوءاً بتدمير المواطن المُختلفة لها من غاباتٍ وأشجار وذلك بسبب عمليّات تقطيع الأشجار والاعتداء عليها. لهذا السّبب ظهرت في الآونة الأخيرة انتشار جمعيّات المُحافظة على الفِيَلة، ورعايتها، وحمايتها من الانقراض، كما ظهرت مُعاهدات دوليّة لمنع تجارة العاج وجعلها تجارة غير شرعيّة خاصّةً في البلدان التي يتواجد فيها الفِيَلة. وزاد الاهتمام أكثر بإِناث الفيل وحمايتها بسبب تأثيرها الأكبر في التّكاثر ورعاية الصّغار؛ لذا تمّ إنشاء محميّات خاصّة بذلك في ماليزيا ومالاوي.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما اسم أنثى الفيل