الحمار هوَ أصغر فرد من أفراد فصيلة الخيول التي تضم أيضاً جميع الأحصنة المُستأنسَة والحمير الوحشيّة والبِغال، وهو ينحدرُ من الحمار البريّ الأفريقيّ الذي أصبحَ الآن نوعاً مُهدَّداً بالانقراض في البريَّة؛ لأنَّ الإنسان عمدَ بصُورةٍ مُتكرّرةٍ إلى تزويجه وتهجينه مع الحمار المُستَأنس. يبلغُ ارتفاع الحمار الأليف العاديّ عند الكتف حوالي 102 سنتيمتر، إلا أنَّ هناك سُلالاتٍ بأحجامٍ مُتفاوتة، فالحمار الصِقليّ لا يتعدّى ارتفاعُه 60 سنتيمتراً، بينما يصلُ الأمريكيّ إلى أكثر من 165 أحياناً. وبصُورةٍ عامّة، يتراوحُ لون هذه الحيوانات من الأبيض إلى الرماديّ أو الأسود، وعادةً ما يقطعُ جسده خطٌّ أسودُ من رقبته إلى ذيله، وله أذُنان طويلتان جداً. ومع أنَّ الحمارَ يسيرُ أبطأ من الحصان بمرَّاتٍ كثيرة، إلا أنَّهُ قادرٌ على حملِ أعباءٍ ثقيلة جدّاً واجتيازِ تضاريس شديدةِ الوُعورة بها.[١]
اسمُ أنثى الحمارتُعرَفُ أنثى الحمار في اللغة العربيّة بأسماءٍ عِدّة، منها أتَان، وأم نافع، وأم تولب، وأم جحش، وأم وهب.[٢]
أنواع وسُلالات الحماريعودُ أصل حيوان الحمار إلى نَوْعٍين من البريّة: كان يعيشُ أحدهُما في شمال شرق أفريقيا وهو الحمار البريّ الصوماليّ (باللاتينية: Equus africanus)، والآخر في وسط وغربيّ آسيا وهو الحمار البري الآسيوي (باللاتينية: Equus hemionus)، وقد بدأ الإنسانُ باستثناسه في أماكن عِدّة من شمال أفريقيا ومُختلف أنحاء آسيا بدءاً مُنذ عام 4,000 قبل الميلاد، وانتشر بعدها ليصلَ إلى شتّى أنحاء العالم، إذ اعتمد العديد من النّاس في العُصور القديمة على استخدامه للمُساعدة في حمل الأغراض الثّقيلة ونقل البضائع لمسافات طويلة وعبر ممرّات جبليّة وطُرُقٍ وعرة.[٣]
وقد وُجِدَت سُلالات كثيرةٌ من الحمار البري في أجزاءٍ مُختلفة من العالم، فالحمار الشامي كان يعيشُ في مُعظم بلاد الشرق الأوسط بالماضي، إلا أنَّه انقرضَ مع بداية القرن العشرين. وسُلالات الحمار البريّة - في أغلب أنحاء العالم - تشهدُ تناقصاً شديداً بأعدادِها مُنذ قرون، ومُعظمها على شفا الانقراض، وذلك لأنَّ الإنسان يسعى باستمرارٍ للإمساك بها واستئناسها لاستغلالها في منفعته أو تهجينها مع المواشي الأخرى، ممَّا يُغيّر سلالتها أو يجعلُها مُختلطة. وينحدرُ الحمار الأليفُ الحديثُ من إحدى سلالات الحمار البري الصومالي، التي لم يعُد لها وجود في البريّة تقريباً.[٣]
البَغْلعندَ تزاوجُ ذكرٍ من الحمار مع أنثى حصانٍ يُولد ما يُسمّى البَغْل، وأما تزاوجُ ذكر حصانٍ مع أنثى حمار (وهو تهجينٌ نادرٌ نسبيّاً خُصوصاً لدى مُقارنته بالبغل) يُولد النَّغْل الذي يكُون أصغر حجماً من قريبه البغل. وقد عمدَ الإنسان إلى استيلاد البِغالِ في أجزاء من العالم - منها آسيا الصّغرى أو الأناضُول - مُنذ ثلاثة آلاف عام، وذلك لقُوّة هذه الحيواناتِ وقُدرتها على تحمُّلِ الأعباء الشّديدة والظّروف البيئيّة والمعيشيّة القاسية. وتُشبه البغال بحجمها الأحصنة، إلا أنَّ بُنية أجسادها أقربُ إلى الحمير، وهي تكونُ في العادة عَقِيمة، إذ لا تستطيع الإنجاب ولا الإتيانَ بنَسْل.[٤]
حياةُ الحمارالبيئاتُ الصحراويّة وشبهُ الجافّة هي الموطن الأصلي للحمار، وهي التي أكسبت كل من جهازَي المناعة والهضميّ قوّة، ممَّا يسمحُ له بتحمّل الظّروف البيئيّة القاسية، وكذلك يمنحه قدرة على استخلاص المواد الغذائيّة والماء من النّباتات العصيّة على الهَضْم، ويتّصف الحمار بطبعه العنيد والمُتبلِّد، وهو حيوانٌ اجتماعيّ يعتادُ على العيش ضمن قطعانٍ كبيرة من الحَمير الأُخرى في البريّة، فالحميرُ تميلُ إلى تكوين مجموعاتٍ تقتصرُ بالكثير من الأحيان على جنسٍ واحد (إما للذكور أو للإناث) وتكونُ أحياناً مُختلَطَة، وقد يصلُ عدد الحيوانات في المجموعة الواحدة إلى أكثر من خمسين، إلا أنَّها لا تبقى مع بعضِها لفتراتٍ طويلة، فبعدَ عدَّة شُهور لا بُدَّ أن يتفكَّك القطيع ويبحثَ أفرادُه عن مجموعات جديدة لأنفسهم.[٥]
يُفضّل ذكر الحمار البالغَ أن يستوليَ على منطقة جغرافيَّة مُحدَّدة يحميها بنفسِه ويمنعُ غيره من الاقتراب من حُدودها، وفي الغالب يختار منطقة تُحيط بمصدرٍ للماء، مثل بركة أو نهر، ممَّا يُعطيه أفضليّة في جذبِ الإناث الذي يمرّون بالجوار وتشجيعهم على التّزاوجِ معه. تضع أنثى الحمار مولوداً واحداً كلَّ عامين بالمتوسّط، إذ إنَّ فترة حمل الأنثى تستغرقُ ما يتراوح من 11 إلى 13 شهراً، وبالتّالي يأتي المَولُود في فصل الأمطار عندما يكونُ الغذاء وافراً (إذ يكُون الحمل به بذلك الوقت تقريباً). عندما تشتدُّ الحرارة في ساعات النّهار يبحثُ الحمار عن ملجأ له تحت ظلال الأشجار، وهو قادرٌ على العَيْش لعِدّة أيام مُتتالية دون الحاجة لشُرب الماء لو اضطرَّ إلى ذلك. يعيشُ الحمار مدة 30 إلى 40 عاماً في البريّة.[٥]
طعامُ الحمار والعناية بهالعُشب والحشائش المُتوفّرة في المراعي أو السّهول المفتوحة هي أصنافُ الغذاء المُفضَّلة لدى حيوان الحمار، ويُنصَح عادة بعدم إعطائه البرسيم أو بعض أنواع القشّ الغنية بالبروتين منعاً لزيادة وزنه. الحمار - كغيره من الكائنات الحيّة - يُحبّ المياه، فيجب توفيرها له شرط أن تكون مياهاً عذبةً ونظيفةً ضمن أحواضٍ خاصّة، وهو، بالرّغم من ذلك، قادرٌ على قضاء فتراتٍ طويلة من الوقت دُون شرب الماء عندَ الحاجة، إذ يستطيعُ تحمُّل خسارة 30% من سوائل جسده، ومن ثمَّ تعويضَها كلَّها خلال أقلّ من خمس دقائق لو حصل على فُرصة للشّرب.[٥]
يجب مراجعة الطّبيب البيطري المُختصّ لإعطاء الحمار المطاعيم واللّقاحات المُناسبة والتي تقي هذا الحيوان من العديد من الأمراض، خاصّةً تلك التي تكون بسبب الدّيدان، كذلك معرفة حالته الصحيّة أو الكشف عن أيّ مرض قد يُعانيه أو أيّ نقص في عناصر غذائيّة مُعيّنة ليأخذ مُكمّلاً غذائيّاً يسدّ أيّ نقص قد يعانيه، وكذلك يجب العناية بحوافر الحمار وتنظيفها وتقليمها باستمرار.[٦]
المراجعالمقالات المتعلقة بما اسم أنثى الحمار