مضيق باب المندب مضيق باب المندب، أو بوابة الدموع، عبارة عن ممرّ مائي، يفصل بين قارّتي آسيا وإفريقيا، من خلال موقعه بين البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم؛ إلى أنّ البحارة في القدم كانوا يندبون على موتاهم حين يذهبون إليه؛ لكثرة المخاطر المحيطة به، ومن أبرزها الشعاب المرجانيّة، والجزر الصغيرة التي تعيق حركة الملاحة.
كما يرى بعض الناس أنّ سبب التسمية يعود إلى المكان المرتبط بعبور الأحباش إلى اليمن، وحدوث معركة ذي نواس، حيث ارتبط اسم المضيق بمكان ندب الناس على موتاهم، يقع بين اليمن، وأريتريا، وجيبوتي، لكنّه يتبع إداريّاً لمحافظة تعز جنوب اليمن.
يعتبر مضيق باب المندب شرياناً رئيسيّاً للحركة الاقتصاديّة والتجاريّة في العالم، كما يعد رابع أكبر ممر مائي في العالم، بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا، ومضيق السويس.
أهميّة مضيق باب المندب
- يسمح بعبور ناقلات النفط والسفن العملاقة بيسر، وعلى محورين متعاكسين متباعدين، حيث يبلغ عرض قناة عبور السفن بين جزيرة بريم، والبر الإفريقي حوالي 16 كيلومتراً، ويبلغ عمقها حوالي 100 إلى 200 متر، ويبلغ عدد السفن التي تمر خلاله حوالي واحد وعشرين ألف ناقلة نفط سنويّاً، ممّا يشكل حوالي 7% من إنتاج النفط العالمي.
- يلعب موقعه الإستراتيجي، دوراً هامّاً في زيادة تأثيره على تجارة النفط، ممّا جعل اليمن من أكبر الدول المنتجة للنفط عالميّاً.
- يشكل ممرّاً سهلاً وقصيراً، للسفن التجاريّة حول العالم.
- يعتبر مساراً لعبور كافة البضائع القادمة من منطقة الشرق باتجاه أوروبا.
- يمثل أهميّة بالغة لمصر، خاصّةً أنّ البضائع والسفن الداخلة عبر قناة السويس تمر من خلال المضيق، ووجود أيّ عائق لعمليّة المرور في المضيق، سيؤدّي إلى إحجام السفن عن استخدام قناة السويس، ممّا يحرم مصر من عائدات قناة السويس، التي تمثل جزءاً مهمّاً من دخلها القومي.
- يمثل أهميّة إستراتيجية لدول الخليج المصدرة للنفط، ودول شرق آسيا المصدرة للبضائع، من خلاله، كما يعتبر رابع أكبر الممرّات المائية، من حيث عدد براميل النفط التي تمرّ خلاله يوميّاً.
- يرتبط بمضيق هرمز الذي يفصل بين مياه الخليج، وخليج عُمان، وبحر العرب.
- يعتبر موصلاً بحرياً ثميناً، مما وجه أنظار العديد من الدول الخارجية، ومن أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إنشاء قواعد عسكريّة بحريّة، بهدف التحكم بحركة المرور البحري.
بالرغم من احتدام الصراع للسيطرة على مضيق باب المندب من عدة جهات، إلّا أنّ مياهه، وأهميته الإستراتيجية، والاقتصادية، والعسكرية، لا زالت تتسم بالازدياد والعطاء.