خلق الله تعالى البشر لغاية إعمار الأرض من أجل عبادته، قال تعالى((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))، فعبادته سبحانه وتعالى هو الهدف الأول والغاية الأسمىمن خلق البشرية، وقد فرض الله سبحانه وتعالى الفرائض ووضح العبادات والطاعات التي يجب على العبد القيام بها من أجل التقرب إليه جل جلاله، وقد أرسل الرسل والانبياء منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام إلى زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو آخر الرسل والانبياء من أجل توضيح هذه الرسالة العظيمةو طرق وكيفية كسب الأجر والثواب العظيم للفوز برضى الله تعالى والفوز بالجنة ونعيمها، فكل منا يسعى إلى كسب رضى الله تعالى بالقيام بالطاعات والعبادات منها الفرائض ومنها النوافل، فما هي أحب الأعمال إلى الله تعالى؟
أحب الأعمال إلى الله تعالى الصلاة على وقتها، فالصلاة التامة الصحيحة التي تؤدى في وقتها من أحب الاعمال إلى الله تعالى، وبها يكسب العبد الكثير من الأجر الثواب، فالصلاة هي الصلة بين الله سبحانه وتعالى وبين العبد، يصليها العبد خمس مرات في اليوم والليلة، فالمصلي عندما يقف إلى صلاته فإنه يكون واقفاً بين يدي الله تعالى، وفيها إذعان وخضوع لوحدانيته عزوجل، كما أن الصلاة هي التي تميز الكافر عن المسلم، فإقامة الصلاة بجميع أركانها وشروطها تقرِّب العبد إلى الله تعالى وتعلّي درجته. بر الوالدين، فقد أولى الدين الإسلامي الحنيف الكثير من العناية والرعاية في حق الوالدين، فالله تعالى عندما نفخ الروح في الإنسان وهو بطن أمه قيّد له الرعاية الخاصة والقيام على احتياجاته من قِبل الوالدين، فالطفل عندما يولد يكون عاجزاً لا يستطيع القيام على أموره، فيقوم الوالدين بتقديم كامل الرعاية والإهتمام له حتى يستطيع تحمل المسؤولية والقيام على تحقيق أموره، فالوالدان يستحقان البر والشكر وطاعتهما وعدم الإساءة إليهما، وقد جعل الله سبحانه وتعالى بر الوالدين من أحب الأعمال التي يقدمها العبد تقرباً إليه جل جلاله. الجهاد في سبيل الله، فالجهاد هو بذل الروح والمال في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه الحق، فالعبد عندما يخرج مجاهداً بروحه من أجل نشر الدين الإسلامي أو تقديم المال في سبيل هذه الغاية يكون قد عمِل عملاً من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ففي الجهاد نشر للدين الإسلامي وحمايته، وحماية المجتمع وأفراده وبالتالي يقومون بتأدية العبادات بكل راحة وطمأنيتة. حفظ اللسان والإبتعاد عن أذية العباد باللسان أو اليد، فالمسلم هو سفير الدين الإسلامي أمام غير المسلمين وجميع ما يصدر منه يعبِّر عن الدين، فإما يجذب الناس إلى الإسلام ويحببهم فيه أو ينفِّرهم منه ويبعدهم عنه. كما أن الزكاة والصدقة من الأعمال التي يحبها الله عز وجل وتقرِّب العبد إليه لما لها من فوائد عظيمة على الفرد وعلى المجتمع بشكل عام. طلب العلم من الأعمال المحبّبة إلى الله تعالى، فوجود العلم عند اللمسلمين بكافة أشكاله كفيل بأن يقوي شوكة المسلمين ويزيدهم قوةً، ويجعلها أمة تهابها الأمم الأخرى.