لماذا سميت بيعة الرضوان

لماذا سميت بيعة الرضوان

في السنة السادسة للهجرة، خرج المسلمون من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة قاصدين أداء العمرة إلى بيت الله تعالى الحرام، فسمعت قريش بمجئ المسلمين إلى مكة للعمرة وكان عددهم حوالي ألف وخمسمئة مسلم، وليس معهم لبس الحرب، بل على العكس تماماً كانوا فقد كانوا متخففين من متاع الدنيا إلا الأشياء الضرورية التي تعينهم على سفرهم، ولكن عناد المشركين أبى أن يترك المسلمين في حال سبيلهم، فقد اعترضت قريش قافلة العمرة الإسلامية، ومنعتهم من دخول مكة المكرمة، فأرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحاب الجليل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – إلى قريش يخبرهم أنه والمسلمين لم يأتوا إلى مكة بقصد الحرب والعداء بل أتوا بقصد العمرة فقط، وطلب منه أن يدعوهم إلى الإسلام، وقد أرسل الرسول عثماناً لما كان له من عظيم مكانة في قريش، فأدخلته قريش عندها واحتبسته لفترة من الزمن فانتشرت شائعة بأن قريشاً قتلت عثمان بن عفان، عندها طلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من المسلمين مبايعته عند الشجرة على أن لا يفروا من مواجهة قريش على الرغم من أنه لم تكن معهم ملابس الحرب ولم بكونوا متجهزين أو في نيتهم أصلاً الدخول في الحروب. فنزل قول الله تعالى ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾. ومن هذه الآية جاء سبب تسمية هذه البيعة ببيعة الرضوان.

بعد ذلك قامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي الذي ذهل من التفاف أصحاب الرسول حول الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فعاد وأخبر قريشاً بما رآه من كيفية معاملة أصحاب الرسول للرسول، وهو أمر لم يره حتى عند أعظم الملوك، وحذر قريش من مغبة الإقدام على عداوته وأصحابه. بعدها أرسلت قريش سهيل بن عمرو، ولما رآه الرسول استبشر وعرف أن قريش تريد الصلح والتفاوض، قتم التفاوض بين المسلمين وقريش، وتضمن الصلح الذي عرف تاريخياً باسم صلح الحديبية على بنود من أهمها مدة سلم تدوم لعشر سنوات، وأن يعود المسلمين إلى المدينة المنورة في هذا العام على أن يقدموا في العام القادم معتمرين، ومن الشروط أيضاً أن يرد المسلمون من أتاهم مسلماً من قريش بدون إذن وليه على أن لا ترد قريشاً من أتاها مرتداً عن الإسلام من المسلمين، كما تضمن الصلح على أنه من أراد أن يدخل في عهد أو حلف مع النبي دخل فيه وأنه من أراد من القبائل أن يدخل في عهد مع قريش دخل فيه.

المقالات المتعلقة بلماذا سميت بيعة الرضوان