محتويات
- ١ الاكتئاب
- ٢ أسباب الشعور بالاكتئاب
- ٣ الخروج مِن حالة الاكتئاب
- ٣.١ جدد نشاطك
- ٣.٢ آمن بالقضاء والقدر
الاكتئاب قد يمرّ كل إنسان في فترة من فترات حياته بمشاكل كثيرة، أو فشل في عمل ما، أو قد تواجهه مصاعب كبيرة، تَحُول دون وصوله لهدفه أو الحصول على ما يريد، فتصيبه خيبة أمل وحزن، وقد يدخل في حالة اكتئاب وحزن شديد، فما هو الاكتئاب ؟ وما هي أسبابه ؟ وكيف يمكنك التغلب عليه والخروج منه؟
الاكتئاب هو عبارة عن حالة عدم اتزان، وعدم الثقة بالنفس، والشعور بالتعب والمرض، والحزن الشديد، والعجز عن فعل أيّ شيء مهما كان بسيطاً، والإحساس بعدم تقبل الآخرين لنا في حياتهم .
طبيعة الحياة الآن تختلف عن السابق، والتطور التكنولوجي الذي نعيشه له دور كبير في عيش الإنسان في عزلة وابتعاد عن الناس؛ بسبب انشغال الإنسان الدائم بوسائل التكنولوجيا المختلفة، التي تجعله ينعزل عن الآخرين، وعن الخروج والتجول في الأماكن العامة وفي المنتزهات، التي تجعل الشخص يجدّد نشاطه وحيويته، وتغير حالته النفسية.
أمّا في السابق قبل أن يجتاح التطور التكنولوجي كل منزل، كانت حياة الإنسان بسيطة، وتعتمد على خروج الإنسان من المنزل، وقيامه بأعماله بنفسه، وتجديد نشاطه، وعدم الانعزال، ممّا يساعد الإنسان في أن يبقى في تواصل مع الآخرين، وأقل عرضة للاكتئاب، وهناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نشعر بالاكتئاب والحزن، وعدم الرغبة في العيش، وعدم تقبّل الآخرين.
أسباب الشعور بالاكتئاب - الفشل في تحقيق هدف معين تسعى إليه، وخصوصاً لو كنت بنيت عليه الكثير من الآمال والأحلام، وفجأة تفشل في تحقيقه .
- فقدان أحد مقرّب لك سواءً كان من العائلة أو صديق أو حبيب، وخصوصاً لو فقدته بصورةٍ مفاجأة أو بطريقة صعبة، وشعرت بصدمة كبيرة لأنك لم تكن تتوقّع تعرضك لمثل هذا الموقف.
- عدم قدرتك على التفوق في حياتك سواء كان في الدراسة أو العمل، على الرّغم من محاولاتك المستمرة للنجاح، فسوف يأتيك وقت وتشعر باليأس .
- خسارتك لجميع أملاكك وأموالك بصورة مفاجأة، وخصوصاً لو كنت تملك الكثير من الأموال والنجاحات في حياتك، وفجأة تخسر كل شيء .
- عدم تقبل الآخرين لك، وعدم قدرتك على جذب انتباه الناس وجعلهم يحبونك ويبقوا دائماً جانبك.
- العيش وحيداً لفترة طويلة، والبعد عن الناس، وعدم الاختلاط بهم، والعزلة عنهم.
هذه كانت أبرز الأسباب التي تسبب لك الاكتئاب، ومهما اختلفت الأسباب فإن كل إنسان تختلف شخصيته وتفكيره عن الآخر، فهناك أشخاص يتأثرون بفقدان شخص ما أكثر من الفشل أو فقدان الأموال، وهناك العكس أيضاً، فكل ذلك يرجع إلى طبيعة شخصية الفرد، وطريقة تفكيره، ومدى حساسيته وتحكمه في عواطفه، ولكن في كل الأحوال لا يجب أن تستلم للاكتئاب، ويجب أن تحاول الخروج من هذه الحالة الصعبة، التي قد تدمر حياتك، وتزيد من حزنك، وقد تصاب بحالة اكتئاب شديد تجعلك لا ترغب في العيش أبداً.
الخروج مِن حالة الاكتئاب جدد نشاطك
- يجب ألا تبقى منعزلاً عن الآخرين وتبقى وحيداً، فالوحدة قاتلة، وتجلب لك الحزن، وتزيد من حالة الاكتئاب لديك، ومن الأفكار السيئة التي تجعلك شخصاً سلبياً وحزيناً .
- حاول الخروج لأي مكان تحبه وتشعر بالراحة عند الجلوس فيه، مثل: (البحر، أو النهر، أو النادي، أو التجول في الأماكن العامة، أو الحدائق الخضراء)؛ كي تستطيع أن تجدد نشاطك، وتستنشق هواءً جديداً، يدخل الراحة في صدرك، والهدوء في نفسك، ويجعلك ترى الجانب المضيء من الحياة .
- ابتعد عن أي شيء يذكرك بحزنك أو فشلك؛ حتى لا تبقى تفكر فيما مضى وتحزن أكثر .
- تحدث إلى شخص تثق به، واشكِ له همك، فقد يساعدك، ويكون لديه الحل، واذا لم تجد حلاً، فإنه بمجرد البوح بما في داخلك، فإنك سوف تشعر بالراحة، ويقل شعورك بالحزن، وتخفف عن نفسك الهم.
آمن بالقضاء والقدر
- حاول تَقبل الواقع، والاعتراف بالخطأ، والتغلب على ما أصابك، والرضا بقضاء الله وقدره؛ حتى تشعر بالراحة، ولا تعرض نفسك للوم، وتكن سلبياً وسيء التفكير .
- كن واثقاً من نفسك، ولا تجعل أي شيء بسيط يهزك ويؤثر في حياتك، بل كن قوياً وتعلم من أخطائك السابقة، واستفد منها بدلاً من أن تتحسر على ما فاتك .
- حاول دائماً النظر إلى الشيء الجميل في حياتك، ولا تفكر في الأشياء السيئة التي حدثت معك، فقد تكتشف مع الوقت أن ما حدث لك في السابق كان لمصلحتك، وكان خير لك عكس ما كنت تعتقد .
- اجعل دائماً إيمانك بالله قوياً، وادعو ربك دائماً بالخير، واحمده واشكره على كل شيء، فرضا الله عنك ينجيك من أي هم وحزن ومصيبة.
- ثق دائمأ بقضاء الله وقدره، وارض بما قسمه الله لك، واعلم دائماً أن قضاء الله خير، وسوف تعيش مرتاح البال وسعيداً.
- حاول أن تكون دائماً شخصاً متفائلاً، ولا تنظر لأي شيء بسوء نية، وتفاءل بالخير دائماً كي تجده .
- يجب أن تكون إنساناً صبوراً، ولا تشعر بالحزن والفشل من أول مشكلة تواجهك، وتحدّى أي عقبة في طريقك؛ حتى يوفقك الله، وتنجح في حياتك .
- اكسب رضا والديك؛ حتى يرضى عنك الله، ويسعدك في حياتك، ويوفقك في أحلامك، ويخرجك من أي مصيبة قد تحدث معك .
- لا تظلم أحداً أو تتسبّب بالأذى لأي شخص؛ لأن الله سوف يعاقبك على ذلك، وبالتالي لن تشعر بالراحة، وسوف يتعبك ضميرك ويزيد همك .
- لا تجلس مع الأشخاص السلبيين، الذين يتذمرون دائماً، ولا يتفاءلون بأي شيء، فإن تشاؤمهم سوف ينتقل إليك، وتصبح مثلهم في المستقبل، واحرص أن تجلس مع الأشخاص الناجحين والمتفائلين بالحياة؛ حتى تتعلم منهم كيفية النجاح، والبعد عن الحزن والفشل .
- إذا كانت حالة اكتئابك شديدة يمكنك اللجوء إلى طبيب نفسي؛ حتى يساعدك في حل مشاكلك، ويجعلك تخرج من حالة الاكتئاب، وترجع إلى حالتك الطبيعة، وذلك من خلال حواره معك لعدة جلسات، وتحديد ما هي أسباب اكتئابك؟ وكيفية معالجتها، وقد يضطر الطبيب إلى إعطائك بعض الأدوية كي تساعدك في الخروج من الاكتئاب، والشعور بالراحة والرضي عن النفس .
- لا حرج في اللجوء إلى الطبيب النفسي، فبعض الأشخاص لا يرغبون في ذلك، ويعتبرون أنه شيء مزعج، وأنهم أصبحوا كالمجانين، ولكن هذا اعتقاد خاطئ؛ لأن الطبيب النفسي مثله مثل أي طبيب آخر يعالج القلب أو الضغط أو العين .
يجب ألا تستسلم وتستمع إلى كلام الأشخاص السلبيين، الذين يعتبرون أنّ ذهابك للعلاج لدى طبيب نفسي يدلّ على إصابتك بالجنون؛ لأن ذلك سوف يزيد حالتك سوءاً، ويصبح عليك من الصعب أن تعود لحالتك الطبيعية بعد ذلك، وقد تصاب بأمراض صحية أيضاً. واعلم دائماً أنه مهما كان سبب دخولك في حالة اكتئاب، سوف يبقى الحل في يديك أنت، وأنت تستطيع دوماً الخروج من حالة الاكتئاب؛ لأنك أنت فقط من تعرف ما هو سبب حزنك، وما هو أكثر شيء يفرحك، وأكثر شيء يحزنك، لذلك، دائماً كن قويّ العزيمة وواثقاً بنفسك؛ حتى لا تهزك أي مشكلة، وتجعلك سهل الانكسار وضعيف النفس .