من الأحداث المؤلمة التي تحصل للإنسان في حياته فقدان أحد والديه أو كلاهما ، فمن حصل له ذلك عدّ يتيماً ، و لا شكّ بأنّ الوالدين لهما دورٌ كبيرٌ في منح الاستقرار النّفسيّ و العاطفي لطفلهما ، بالإضافة لإشاعة الأمن و الطّمأنينة في نفوس أبنائهما ، فحين يشعر الطّفل أنّ بجانبه أبواه يربتان على كتفه و رأسه ، و يمنحانه الحنان و العطف و الشّفقة ، فإنّه يشعر كأنّه ملك الدّنيا و حيزت له ، و لا يعوّض فقدان أحد الوالدين أو كلاهما أيّ شيءٍ من متاع الدّنيا و زينتها ، فالأب يمنح الأسرة الدّفء و يوفّر لها الأمن بتوفير الرّزق الحلال الطّيب ، و يدفع عن أسرته الأذى و العدوان ، و الأمّ بما تحمله في قلبها من مشاعر و عاطفةٍ توجّها نحو ابنائها ، لذلك كلّه عني الإسلام عنايةً شديدةً باليتيم ، فقد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم قرب مجلس كافل اليتيم منه قرب الأصبع السّبابة من الوسطى ، حين قال أنا و كافل اليتيم في الجنّة كهاتين و أشار بالسّبابة و الوسطى .
و قد حثّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم على حسن معاملة اليتيم و أنّها من أسباب رقّة القلب و خشوعه ، و قد قرّر الله سبحانه و تعالى قاعدة التّعامل مع اليتيم حيث قال ( فأمّا اليتيم فلا تقهر) ، و قال تعالى ( أرءيت الذي يكذّب بالدّين ، فذلك الذي يدعّ اليتيم ) ، ففي تلك الآيات الكريمة نهيٌ شديدٌ من الله سبحانه لعباده عن المعاملة السّيئة و العنيفة لليتامى ، و عدّت تلك المعاملة من خصال المكذّبين الضّالين البعيدين عن كتاب الله سبحانه و سنّة نبيّه ، و قد بيّن الإسلام حقوق اليتامى وضرورة دفعها لهم حين يبلغوا أشدّهم ، كما عدّ الإسلام أكل أموال اليتامى من كبائر الذّنوب و الآثام ، قال تعالى ( إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيرا ) ، صدق الله العظيم .
و قد أنشأت في كثيرٍ من البلدان الإسلاميّة جمعياتٌ و مراكزٌ خيريّةٌ كثيرةٌ أخذت على عاتقها رعاية الأيتام و كفالتهم ، و السّعي لحثّ النّاس على دفع الأموال لكفالة الأيتام و للظّفر بشرف القرب من النّبي صلّى الله عليه و سلّم يوم القيامة .
المقالات المتعلقة بكيف يعامل اليتيم في الإسلام