كلمة الفلسفة (philosophia) هي كلمة يونانية الأصل، ويمكن تقسيمها إلى مقطعين هما: philos وتعني محب، والمقطع الثاني هو sophia ويعني الحكمة أي (مُحب الحكمة) وكلمة الحكمة هنا تعني المعرفة والنظر في مسائل الكون الكبرى للوصول إلى مبادئها وعللها. نستطيع تعريف الفلسفة بأنها العلم الذي يدرس أصول الكون وغاياته والإنسان والطبيعة المحيطة به، لذلك قام فيثاغورس بوصف نفسه بأنه "فيلسوف"، وعَرف الفلاسفة بأنهم الأشخاص الذين يبحثون عن الحقيقة من خلال التأمل بالأشياء.
نشأة وظهور الفلسفةدأب الكثير من مؤرخي علوم الفلسفة على ربط تاريخ "الفلسفة" الممتد عبر المكان والزمان بالحضارات اليونانية فقط، حيث عَدّوا أن الخطوة الأولى لظهور المعارف الفلسفية هو المنحى المَعرفي في حضارة اليونان، ولكن لو سألنا أنفسنا عن مبررات قبولنا أن موطن الفلسفة هو الفكر اليوناني، نستطيع القول بأنه يوجد إجماع من قبل أغلب المؤرخين القدامى بأن الفلسفة ظهرت بإطار العقلانية اليونانية ويتجنبون الحديث عن الفكرالفلسفي للحضارات الشرقية القديمة؛ مثل الحضارة السومرية، والحضارة الآشورية، والمصرية ( الفرعونية)، والبابلية، وغيرها من الحضارات الأخرى، التراث الفلسفي اليوناني القديم من الناحيّة التاريخية هو التراث الوحيد الذي حَفِظَه التاريخ وخاصة تراث الفيلسوفين أرسطو وأفلاطون، في حين أن التراث الفلسفي الشرقي القديم لم يتبقَّ منه إلا القليل، بالإضافة إلى أن هذه الحضارات لا تكشف عن نظريات ترقى إلى الفكر اليوناني الفلسفي.
من مميزات الفكر الفلسفي اليوناني القديم، أنه أسطوري، كونه يعتمد على الملحمّة الشعرية، حيث شكلت الأسطورة اليونانية مجموع تصورات واعتقادات الإنسان لذاته، وعن الكون والطبيعة على شكل طقوس تعتمد على رواية القصص الخيالية التي لها طابع المعاناة والصراع بين الإنسان، والقوى الإلهية، والمغامرات، وغيرذلك من المواضيع الأخرى.
نستنتج ممّا سبق أن نشأة وظهور الفلسفة كان حدثاً تاريخياً يونانياً منذ قديم الزمان، امتدت هذه الفلسفة من القرن السابع حتى القرن الرابع ما قبل الميلاد، وارتبط هذا الظهور بتفاعلات مجموعة شروط ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية نذكر منها:
من أهم المواضيع التي تناولتها الفلسفة على مر التاريخ نذكر ما يلي:
المقالات المتعلقة بكيف ظهرت الفلسفة