كيف تكون كاتباً ناجحاً

• ١ الكتابة الإبداعيّة
• ٢ كيف تكون كاتباً ناجحاً
  • ٢.١ التعلّم
  • ٢.٢ الكتابة المستمرة

تختلف الكتابة الإبداعيّة عن أشكال الكتابة الأخرى بأنها أكثر تنوّعاً وتميّزاً، كما أنّ الكاتب الروائي أو القصصيّ الناجح ينال الشهرة في وقت قصير، الشيء الذي يَصعُب على الناقد أو الكاتب الأكاديمي أن يحصل عليه في سنوات أو عقود، والحقيقة أن الكتّاب الإبداعيين سواءً من الروائيين أو الشعراء يتميزون بسعة المعرفة إلى جانب الخيال الجامح، وهما أمران لا يجتمعان إلا في عدد قليل من الأشخاص، الذين يتميزون بالقدرة على التعبير بالكتابة، وعلى الرغم من انتشار مساقات الكتابة الإبداعيّة في مختلف المراكز الثقافيّة إلا أن فرص نجاح المبتدئ فيها محدودة، لأنها تعتمد على وجود الموهبة لديه من الأساس، ويمكن تنمية تلك الموهبة وإبرازها من خلال العمل الجادّ على عدة أمور.

يتميّز الكتّاب الأكثر نجاحاً وشهرة حول العالم بمعرفتهم الموسوعيّة، وذلك يعني إلمامهم بالعديد من القضايا الإنسانيّة والعلميّة بصورة عميقة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال القراءة الجادّة واليوميّة في مجالات متنوّعة ومختلفة، ووضع جدول زمني محدد للانتهاء من القراءة عن قضية ما، ويمكن أن تكون تلك القراءات مرتبطة بالعمل الروائي الذي يؤلّفه الكاتب، ومن أهم المجالات التي يجب على الكاتب التعمّق فيها هي علم النفس، والتاريخ، والفلسفة، وعلم الإنسان، ويضاف إلى ذلك التعلّم المباشر من التجارب الإنسانيّة، التي يواجهها الكاتب في حياته اليوميّة، وباختزان تلك المعارف يستطيع الكاتب إخراج عمل أدبي عميق.

الكاتب الموهوب أو المبتدئ هو الذي يكتب عندما تأتيه الحالة المناسبة للكتابة، وتكون متزامنة مع ظروفه التي تمكّنه من الكتابة، وبقول آخر هو الكاتب الذي ينتظر أن تأتي الكتابة إليه، بينما الكاتب المحترف يكتب بصورة يوميّة ودون توقّف، وذلك من منطلق اعتبار الكتابة مهنة وأسلوب حياة، لأن الكتابة يجب أن تكون منظَّمة وجادَّة للغاية، بتخصيص ساعة على الأقل للكتابة يومياً، وحتى في حالات عدم وجود الأفكار الإبداعية للكتابة يُنصح بكتابة أيّ شيء كتدوين اليوميات أو وصف الأماكن، كما يُنصح بالتخلي عن القوالب الجاهزة في الكتابة وأساليب الكتابة الكلاسيكية، كوضع مقدمة، أو الإسهاب في الوصف، إلا إذا كانت الرواية هي الجنس الأدبي للكتابة الإبداعية، وأخيراً فإن الاهتمام باللغة أمرٌ أساسي، وهو ما يغفل عنه العديد من الكتّاب الجدد، وذلك لأنّ اللغة هي الوسيط بين الكاتب والقارئ، لذا يجب أن تعبِّر عن جميع المعاني والمشاعر التي يريد الكاتب إيصالها للقارئ من أجل تحقيق عمله الأدبي بنجاح.