لغة الجسد يستخدم الإنسان لغة الجسد بشكل إرادي في العديد من الأحيان للتعبير عن مشاعره التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات وحدها، وتبدأ تلك العمليّة عند الإنسان منذ مرحلة الطفولة وتستمرّ مع تقدم العمر بدرجة أو بأخرى وفقاً لعدّة عوامل مثل البيئة والتعليم والحالة الجسمانية والصحية، ومع ذلك فإنّ هناك الكثير من الإشارات الجسدية التي تصدر عن الإنسان بصورة غير واعية تعبر بشكل كبير عن أهمّ ملامح شحصيته وما يدور بداخله من مشاعر في تلك اللحظة، وهناك كتب متخصصة تحدث عن لغة الجسد وكيفية ملاحظتها، ويتمّ استخدام مهارة التعرّف على لغة الجسد في العديد من الأعمال والمهن.
قراءة لغة الجسد أول ما يجب أن يلفت الانتباه في حركات الشخص الذي تريد التعرّف على شخصيته هو المساحة التي يتركها بينكما عند الحديث، فالشخص الصادق هو الذي يعبّر جسده عن نفس معاني حديثه، فإن كان معنى الحديث هو الود والصداقة والمحبة لن يواجه مشكلة في تقليص المساحة أثناء الجلوس أو الحديث، بينما الشخص الكاذب أو المتردد سيبتعد في حالة اقترابك منه، ويمكن التجربة على بعض الأشخاص للتحقق من صحة ردود أفعالهم.
- حركات الرأس: حركة الرأس ذاتها تعطي الكثير من المعلومات عن شخصية الشخص الذي تحدثه، فصاحب الرأس الذي لا تتحرك كثيراً والمرتفعة الثابتة في مكانها تشير إلى شخصية عنيدة وواثقة من ذاتها إلى حدّ الغرور أحياناً أو شخصية مترددة تدعي القوّة، بينما صاحب الرأس المائلة يكون في أغلب الحالات عاطفي وودود، فإن كانت الرأس تميل إلى الأمام أو تأخذ طابع الانخفاض فإنّ صاحبها خجول أو متشائم يحمل الكثير من الهموم، وعموماً فإنّ حركات الرأس لا تشير إلى الشخصية إلا بالتوازي مع بقية تعبيرات الوجه.
- العيون هي الأكثر قدرة على التعبير وكشف ما تعتمل به النفس، فالعيون لها "خائنة" كما قال الله تعالى ولا يستطيع الإنسان التحكم فيها، فالشخص الذي ينظر إلى الأسفل دائماً على سبيل المثال ويتحاشى النظر في عيني من يحادثه هو شخص كتوم، ويحمل الكثير من الأسرار التي لا يرغب في البوح بها، بينما الشخص الذي يدقّق كثيراً في عيني من يحادثه يكون راغباً في التواصل وفهم الكثير عن الموضوع والمتحدث، وربما يحمل الكثير من المشاعر الطيبة تجاهه أيضاً، بينما الذي ينظر إلى أماكن بعيدة أثناء الحديث فهو يحمل الكثير من الأفكار، ربما يكون حديثه كاذباً فيحاول الابتكار أثناء الكلام، أو لا يستطيع تجميع أفكاره.
- يمثل الفم كذلك وسيلة سهلة للتعرف على الشخصية، فالأشخاص الذين يبتسمون دون أن يظهروا أسنانهم يحملون الكثير من المشاعر السلبية بشكل عام، وليس بالضروروة تجاه من يحدثهم، كما أنّ مصمصة الشفاه تدلّ بالطبع على عدم الرضى.