الشخصيات المختلفة يعيش الإنسان في هذه الحياة عمرًا قد يطول أو يقصر وفق أجله الذي كتبه الله له يوم أن يخرج إلى هذه الحياة الدّنيا، وفي عمره يتعامل الإنسان مع شخصيّات كثيرة ومتنوّعة من النّاس وقد يصيبه الألم والمعاناة من تعامله مع البعض، كما قد يتعرّض للخذلان والغدر وخيبة الظّنّ من أناس آخرين وكلّ ذلك راجع إلى اختلاف النّاس فيما بينهم في سلوكهم وأخلاقهم وضمائرهم ودرجة قربهم من الله تعالى.
تمييز شخصيات الناس لا شكّ بأنّ التّعامل مع النّاس ومعرفة شخصيّاتهم المختلفة والمتنوّعة يعدّ تحدّياً كبيراً، فكثير من النّاس لا تظهر حقيقة شخصياتها كما أنّ أصنافًا من النّاس تلجأ للتلوّن والظّهور بشخصيّات مختلفة تبعًا للمواقف التي تتعرّض لها، وعمومًا فإنّ معرفة شخصيّة الآخرين تتطلّب توفر عدد من المهارات واستخدام عدد من الأساليب نذكر منها:
- أن يوضع الإنسان المراد معرفة وتحليل شخصيّته موضع الاختبار، وقد يكون الاختبار بدون أن يشعر به من خلال وضعه في موقفٍ معيّن مع مراقبة تصرفاته وردة فعله اتجاه هذا الموقف، فالإنسان العصبي على سبيل المثال إذا تعرّض إلى موقفٍ يستفز أعصابه ويثير حميته تظهر عليه علامات الغضب بوضوح فتعرف شخصيّته، وكذلك الإنسان ذو الشّخصيّة الهادئة تعرف شخصيّته من خلال تعامله مع النّاس واحتكاكه معه في المواقف المختلفة، وهكذا يكون الاختبار هو خير وسيلة تعرف من خلالها شخصيّات النّاس، وهناك ما يسمّى باختبار العمل من خلال المقابلة الشّخصيّة حيث يوجّه المقابل أسئلة معيّنة إلى من يقابله ومن خلالها يتمكّن من تحليل شخصيته بنسبة كبيرة .
- معرفة شخصيّات النّاس من خلال معاشرتهم والعيش معهم، وقديمًا كان يقال أنّ المعرفة الحقّة بين النّاس والعلاقة المتأصّلة لا تأتي بمجرد كلام النّاس عن الشّخص ولكن تأتي من خلال العيش المشترك بحيث يتشارك الإنسان معه طعامه وشرابه ويخوض معه التّجارب المختلفة التي تظهر معدنه الأصيل.
- الاستفادة من آراء الآخرين واستشارتهم وخاصّة ذوي البصيرة والحكمة منهم، وعمومًا فإنّ النّاس لا تشهد على إنسان إلا بما فيه من الأخلاق والصّفات، وفي الحديث الشّريف أنتم شهداء الله في الأرض، كما قد يلجأ من يحتاج إلى معرفة شخصيّة معيّنة من النّاس إلى أناس يعرفونه، أو قد يلجأ إلى جيرانه ومن يحيطون به، وإنّ هذا الأسلوب في معرفة شخصيّات النّاس يلجأ إليه كثيرًا الأهل حين يتقدّم لخطبة ابنتهم رجل معين فتراهم يهتمون بالسّؤال عنه فيقصدون جيرانه ومن خالطه في دراسته أو في عمله.