الاستخارة هي طلب الخيرة في شيءـ وتكون لله سبحانه وتعالى ليعطيه ما هو خير له وكذلك طلب خير بين أمرين إذا كانت الحيرة في أحدهما، وحكمها سنة.
يتعرض الإنسان للعديد من الأمور التي يحتار بينها، فيتردد وتصيبه بعض المخاوف ويحتار فيما يفعل ويختار، فيحتاج اللجوء لأحد لا يرده خائباً، ويسمعه ويرى مكانه في أي بقاع الأرض كان، وهو الله سبحانه وتعالى، فيرفع يداه بنية الدعاء وراجياً الراحة والطمأنينة في أمره، ويلجأ العديد من الناس لصلاة الاستخارة في شراء بعض الأمور الهامة كالسيارات، البيوت، أو الحيرة في الزواج من شخص ما، أو سفر إلى مكان معين، أو نيل وظيفة ما، وغير ذلك الكثير.
تتميز صلاة الاستخارة بدعاء خاص لها ونصه حرفياً كالتالي: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إِذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأَسأَلك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إِن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. قال: ويسمي حاجته ". أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
تتم صلاة الاستخارة أولاً بالوضوء كوضوء أي صلاة، ثم النية قبل الشروع فيها، ثم نبدأ بصلاة ركعتين، ومن السنة البدأ بقراءة سورة الكافرون (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) بعد سورة الفاتحة مباشرة، أما في الركعة الثانية بسورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). نكمل صلاة الاستخارة بنفس طريقة الصلاة المفروضة، ثم نختمها بالتسليم في آخر الصلاة، ليتم بعد ذلك رفع اليدين بتضرع، وكأي دعاء لا بد من البدأ بالحمد والثناء على الله عز وجل، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو بالصلاة الإبراهيمية " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد ".
ثم البدأ بالدعاء (دعاء الاستخارة) الذي سبق ذكره بتدبر، شرط ذكر الشيء المراد، بعد الوصول إلى اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر، وكذلك الحال نفسه عند الوصول وإن كنت تعلم أن هذا الأمر في الجزء الأخير من الدعاء، ثم يختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو بالصلاة الإبراهيمية كما بدأنا، لا ترتبط الاستخارة بحلم ما، أو ضيق أو راحة، بل يجب التوكل على الله، والسعي إلى ما نصل إليه في آخر الأمر.
المقالات المتعلقة بكيف تصلي صلاة الاستخارة