كيف تصبح محبوباً

كيف تصبح محبوباً

علاقات الإنسان

إن الإنسان جزءٌ مهمٌ لا يتجزأ من مجتمعٍ يتكون من مجموعةٍ كبيرةٍ ومتنوعةٍ من الناس، يعيشون ويتفاعلون ويتشاركون الأوقات الجميلة والسيئة على حد سواء ضمن علاقاتٍ متنوعةٍ عميقةٍ كانت أو سطحية، الأمر الذي يعود للأفراد أنفسهم ليقرروه، فلا غنى للإنسان عن أبناء جنسه.

فهو لا يستطيع أن يعيش بمعزلٍ عمّن هم حوله لأنه مخلوقٌ اجتماعيٌ بطبعه لا يفضل الوحدة، ولا يفضّلها ولا يستطيع العيش ضمنها، لكن بالرغم من ذلك فإن شخصيات الناس تتباين وتختلف، فمن الناس من لديه شخصيةٌ سلبيةٌ لا تجيد التعامل مع الناس، وآخرون هم أصحاب شخصياتٍ كاريزميةٍ جذابةٍ ومميزةٍ تنال إعجاب الجميع، وشخصياتٌ انعزاليةٌ لا تفضل العلاقات الاجتماعية، وأخرى تميل لتكون جزءاً كبيراً من حياة مَن حولهم.

سمات الشخصية المحبوبة

وفي إطار الحديث عن الشخصيات الاجتماعية الإيجابية والقوية، فإن هناك الكثير من الناس من يتمتعون بالشخصية التي تجعلهم محط أنظار الغير على الدوام، وتكون مميزةً ورائعةً وقد تكون نادرة الوجود إلا أنها موجودة حتى أنه يتم وصفهم بأنهم محبوبون، فهم قادرون على التأثير إيجابياً في حياة من حولهم، ولديهم صفاتٌ نادرةٌ ومؤثرةٌ في هذا الزمن مثل الإخلاص والوفاء والصدق وطيب المعشر والحفاظ على الأمانة وإغاثة الملهوفين والكرم والطيبة والاحترام والذوق وغيرها من الصفات الكثيرة، فيضفون على حياة الغير نوعاً من المرح والسعادة والتفاؤل والإيجابي من المشاعر، ويستمعون باهتمام لمشاكل غيرهم وربما يحاولون حلها، كما ويكسبون ثقة واحترام الناس بسبب أخلاقهم العالية وطباعهم الجميلة.

فعندما يكون الإنسان جميل المشاعر والأخلاق، وصاحب فكرٍ نقي، ذا قلبٍ نظيف، فإنه يحوز على محبة الناس وتقديرهم، ويرتبطون بعلاقةٍ قويةٍ معه لأنه يحسن معاملتهم ولا يرون منه إلا كل جميل.

كما أن مشاركة الناس أوقاتهم الصعبة وتقديم واجبات المواساة والعزاء تجعل من الإنسان قريباً من الناس يشعرُ بآلامهم وأحزانهم إذ يكونون في أمس الحاجة لدعمه النفسي، فما أحوج الإنسان في وقت ضيقه لكتفٍ يبكي عليها ونفوسٍ تحتويه، بالإضافة إلى وقوفه إلى جانبهم في أوقات الفرح ليفرح معهم ويبث مشاعر البهجة فيمن حوله، فيشعر نفسه جزءاً من حياتهم ومن أفراحهم، كما أن مساعدتهم في ضائقاتهم المادية والنفسية وتقديم العون لهم في مواقف متنوعةٍ من شأنه أن يجعل الإنسان محبوباً لدى الناس.

يجدر بالذكر أن الإنسان المحبوب هو صاحب شخصيةٍ مؤثرةٍ وفاعلةٍ وقويةٍ تتمتع بثقةٍ عاليةٍ بالنفس، يمتد صداها وتأثيرها حتى بعد أن يفارق الإنسان الحياة، ويستمر ذكره الحسن في غيابه كما في حضوره، ويدعو الناس له بالطيب من الأمور، ويميلون ليدعوه ليكون جزءاً من حياتهم، أي أنها تكون علاقةً من طرفين، لا من طرفٍ واحد، فكما يؤثر في حياتهم يؤثرون في حياته هم أيضاً.

المقالات المتعلقة بكيف تصبح محبوباً