يعيش أغلب النّاس مشاعر الحبّ في مرحلةٍ من مراحل حياتهم ، فإقامة علاقة تبنى على الحبّ و المشاعر الجميلة هي أمل كلّ إنسانٍ و حلمه ، لما للحبّ من آثارٍ تجعل المرء يشعر بالسّعادة و الغبطة و من ثم يكون ذلك دافعاً له للمزيد من العطاء و البذل في الحياة .
و لكي تتوطّد العلاقة بين الحبيب و حبيبه وجب أن تتوّج تلك العلاقة السّامية بتاج العفّة و الطّهارة و هو الزّواج الشّرعي الذي شرعه الله سبحانه و تعالى لعباده ، و إنّ ما نشاهده في واقعنا المعاصر من العلاقات بين الجنسين بالصّحبة و المراسلة و غيرها لهو من الأمور المحرمة التي لا تجوز ، و قد أكّد ديننا الإسلامي على كلّ مشاعر الأخوة و المحبّة و التّكافل بين النّاس بعضهم البعض ، و بين أنّ الزواج يقوم على السّكينة و المودّة و الرّحمة بين الزّوجين المتحابين ، و كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خير قدوةٍ لنا في إظهار مشاعر الحبّ في حياته ، فقد أحبّ أزواجه و أعطاهنّ الحنان و منحهنّ الرّحمة و خصّ من بينهنّ زوجته السّيدة عائشة بمحبّةٍ قلبيّةٍ خاصّةٍ ، حتى قال إعذاراً لربّ العالمين اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تآخذني بما تملك و لا أملك ، أي أنّه عليه الصّلاة و السّلام كان يعدل بين أزواجه من ناحية المادّة و لكن المشاعر القلبيّة و الميل العاطفي كان يتوجّه إلى السّيدة عائشة أكثر من غيرها من زوجاته .
و لكي يشدّ الإنسان المحب انتباه من أحبّ عليه أن يكون ابتداءاً قدوةً في حياته ، يتمثّل الأخلاق الحميدة و الصّفات الشّريفة في حياته حتى يعجب به محبّه و يستمر في محبّته ، يراعي من يحب و لا يريه أو يسمعه إلا ما يرضيه .
و على الرغم من أنّ التّوافق بين المحبّين هو مطلبٌ لدوام استمرار العلاقة بينهما إلا أنّ الإنسان يجب أن يبقى دائماً على طبيعته و أن لا يتصنع في أقواله و أفعاله ما ليس فيه ، فكلّ إنسانٍ في النهاية له طبائعه التي خلقه الله عليها ، و ما ينبغي للمرء تحسينه هو الأخلاق المكتسبة التي تجمّل المرء فيبدو لمحبّه و للنّاس في صورةٍ ناصعةٍ جميلةٍ يشار إليها بالبنان .
المقالات المتعلقة بكيف تشد انتباه من تحب