لقد وجد الله تعالى الإسلام وتشريعاته ليس لعبادته فقط بالصلاة، والصوم، والعبادات الفردية المختلفة، بل إنّه وجد ليكون نظاماً كاملاً وشاملاً؛ ليقوم بالمحافظة على المجتمع والتعامل مع جميع من فيه بعدالة تامّة، فلا وجود للمظلوم في المجتمع الإسلاميّ الصحيح، ولا الفقير، ولا الضعيف، فمع وجود الاختلافات الفردية التي لا بد منها إلّا أنّ الجميع يعيش في هذا المجتمع بكرامة، وأمّا الزكاة فهي واحدةً من الفروض التي تضمن التكافل في المجتمع بإعطاء أموال الأغنياء إلى الفقراء والضعفاء، وقد جعلها الله عز وجل ركناً من أركان الإسلام الخمسة فلا يصحّ إسلام العبد إلا بها، كما قيّدها بشروطٍ خاصّةٍ بها لكي لا تضرّ بالغنيّ ولا يتأذّى أحد منها وتنفع المسلمين جميعاً.
فالزكاة هي قدر محدّد من المال يُدفع للمستحقّين سواءً الفقراء الذين لا يجدون ما يعيلهم واليتامى، والأرامل، والضعفاء، فيمكن إخراجها في الوقت الحالي للجمعيات الخيريّة الموثوقة أو للفقراء في حال معرفتك لهم، ومن الأفضل إعطاؤها للفقراء الأقربين أولاً، ومن ثمّ الأبعد فالأبعد، كما يتمّ إعطاؤها للحاكم في حال طلبها كما كان يحدث في أيام الخلافة ومن بعدهم، فقد كان الخلفاء يقومون بجمع الزكاة ووضعها في بيت مال المسلمين وتوزيعها على المحتاجين وفي مصارفها المختلفة، فوصل في عهد عمر بن عبد العزيز أن اكتفى جميع المسلمين من أموال الزكاة فلم يعد وجودٌ للفقراء في البلاد الإسلاميّ، فقام باستخدام الزكاة لتزويج العازبين غير القادرين على الزواج بعد ذلك.
طريقة إخراج الزكاةأمّا مقدار الزكاة فيتمّ حسابه بحسب المال الذي تقوم بالتزكية عنه وبعد أن تبلغ النصاب وهو الحدّ الأدنى من المال الذي يجب بعده الزكاة، فتجب الزكاة على المال النقديّ، والذهب، والفضة، والأنعام، والمزروعات، والثمار، والمعادن، والحلي، وأموال التجارة كما يلي:
المقالات المتعلقة بكيف تخرج الزكاة