كيف تجد الحب الحقيقي

كيف تجد الحب الحقيقي

ما هو الحب؟

نبضات قلبك المتسارعة الّتي لا يستطيع فنان أو عازف أن يسمعها، أو أن يصنع منها نغمة لسيمفونيّته الجديدة، أو بالأحرى تلك النّبضة التي لا تستطيع أن تسيطر عليها فتراها تتراقص وتدور حول نفسها بقلبك بنبضاتٍ تنبض بسرعه أحياناً، وأحياناً أخرى تتوقّف عن النبض من شدّة تعبها فتنام فلا تصحو إلّا على صوتٍ قد جعلها تستيقظ من غفوتها لتركض من جديد في مروجها فترقص وتلعب كما في السّابق، وعندما يذهب هذا الصوت تصبح عجوزاً في نهاية عمرها، وقد مرّ عليها كلّ أهوال الدّنيا وأحزانها، وفجأةً بعد أن يرجع ذلك الصوت في لحظة معيّنة تصبح بثواني قليلة تلك الشّابة التي في بداية شبابها وعنفوانها وسعادتها النّضرة المثمرة بالحب، بسرعةٍ لا تخطر ببال أحد.

ستبتسم وستقول لي ما هذا ؟ إنّه الحبّ، نعم يا صديقي، إنّه الحب الحقيقي .

إنّه الطهارة التي تسافر بك في عالم واسع مليء بكلّ تبعات الحياة، ويزيل عنك الهموم والقباحة والتشاؤم لتبدأ حياةً جديدة؛ فطهارتك هذه الّتي تحملها معك أينما تذهب، المخلص لها رغم ما يدور حولك من تطوّرات وتغيرات هي حبّك وإخلاصك لحبيبك، وإذا لم يكن حبّك مثل ذلك بريء ونقيّ وصادق وطاهر، فلا تسمّي حبّك بأنّه حبّاً حقيقيّاً .

الحب الحقيقيّ

الحب الحقيقيّ هو أن تتمنّى محبوبك في كلّ أوقاتك وحالاتك الّتي تمرّ بها، ففي لحظاتك الحزينة تتمنّى لو أنّك تضع كلّ أحزانك في أحضانه وقلبه الّذي تراه واسعاً وجميلاً، وتراه السعادة الّتي تنتظرها بعد حزنك، فتضع كلّ أوجاعك وأحزانك لحظة نظرك إليه من دون أن تتحدّث أو أن تشرح حالتك، وهذا فقط بنظرة واحدة؛ حيث تتساقط همومك وأحزانك وأوجاعك وكلّ الآلام التي أحسست بها سابقاً قبل أن تراه .

وفي لحظة فرحك ونجاحك تتمنّى أن يكون حبيبك معك، وأن يكون ملازماً لك لأنّك لن تشعر بقيمة السعادة إلّا وأنت معه، ولن تشعر بنجاحك وتفوّقك إلّا من خلال نظرته إليك، فكلّ أغاني الحبّ تراه بطلاً فيها سواء أكانت سعيدة أو حزينة. وفي الحبّ كلّ شيء تراه تتمنّاه أن يكون معك في ذلك الوقت، وكلّ شيء يعجبك تتمنّى أن تضعه أمامُه، ويعجبه مثلما أعجبك، فتتمنّى لو أنّك تضع كلّ شيء جميل في هذا العالم أمام عينيه، وتتمنّى لو أنّك تدور هذا العالم الكبير معه وحده، وترى وتزور معه كلّ مكان تتمنّى أن تذهب إليه.

ورغم حبك وثقتك بحبيبك إلّا أنّك تغار عليه من كلّ شيء حوله، ومن كلّ شخصٍ يقترب منه أو يحادثه أو أن ينظر إليه بنظرةٍ أنت تنظرها إليه؛ فهذا من حقوقك وحدك، ولا أحد يستطيع أن يشاركك ذلك الحقّ فهو ملكك وحدك.

المقالات المتعلقة بكيف تجد الحب الحقيقي