كيف تتعلم الجرأة

الجرأة هي القدرة على عمل الأمور المختلفة التي نحتاج إلى فعلها حتى تتحقق لنا مصلحة معينة، بعد دراسة هذا الموضوع من كافة جوانبه، فالجرأة إذا لم تكن مقرونة بالفهم الدقيق والواضح للأمور يصبح تهوراً أو عجلة، حيث تؤدي هاتان الأخيرتان إلى ضباع الإنسان في ناحية من النواحي التي أقدم على فعلها وعملها، ومن هنا فإن الجرأة مطلوبة وبشكل كبير جداً إذ أنها تساعد الإنسان على تخطي كافة الأمور والعقبات التي قد تعترضه خلال عملية مسيره. وهي من الأشياء الحسنة، والشخصيات التي تمتلك هذه الصفة يقال لها شخصيات جريئة و هذا النوع من الشخصيات هي التكون قادرة على القيادة، لأن القيادة تحاتج إلى جرأة كبيرة في العمل، ودخول مجالات غير مسبوقة مما يحقق نجاحات باهرة أو فشلاً ذريعاً إذا لم يسبق الخطوة تروٍ وصبر وتخطيط وعمل.

حتى يتحلى الإنسان بالجرأة يتوجب عليه أن يمتلك الشجاعة، فالشجاعة هي أساس الجرأة، لأن الشجاع سيكون قادراً على تحمل المسؤولية كاملة عن كافة الآثار المترتبة على إقدامه على هذا الفعل الذي فعله، إضافة إلى ذلك يتوجب على الإنسان أن لا يستمع إلى من يحاولون التثبيط من عزيمته وإصراره على بلوغ غايته وهدفه والدخول فيما يريد ويطمح أن يكون فيه، إذ أن هذا الصنف من الناس خلق ليعترض فقط ويضع العصي في الدواليب، لهذا توجب علينا أن نكسر هذه العصي ونبعدهم عن طريقنا، فهم من الناس الذي يحتاجون إلى موسى جديد ليستنهضهم ويحررهم من العبودية التي يعيشون فيها، ويجب استبدال هؤلاء الناس بالناس أصحاب الهمم العالية الإيجابيين، الذين يحبون الدخول في المجهول ووضع يدهم على موضع الجرح ومعالجته.

إضافة إلى ذلك يتوجب على الإنسان أن يمتلك عقلاً قادر على التخطيط والعمل الجاد، وان يكون مستبصراً بالامور وذو رؤيا، لأن معرفة موطئ القدم مهم جداً فهي التي ستذهب المجهول والمخفي عن الإنسان وتجعله عالماً بالمكان الذي ينوي الذهاب إليه وباتالي وبمجرد معرفته بخفايا المجهول ستزداد نسبة الجرأة لديه.

كما أن الجرأة ليست محصورة في الإقدام على عمل معين، بل يتعدى ذلك إلى الجرأة في طرح الأفكار الجديد، لأن الفكرة الجديدة هي أكبر مخاطرة خصوصاً بالنسبة للعامة الذين يلعب المتنفذون وأشباه المفكرين أو الدارسين على دوراً كبيراً في تشكيل الوعي لديهم، فبمجرد طرح فكرة جديدة، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتبدأ الأساليب الدنيئة بالظهور كالأساليب العاطفية واللتي يعتمد عليها هؤلاء الأشخاص حتى يحققوا مآربهم وتستمر هيمنتهم على العامة.