يحب الإنسان بطبيعته العلاقات مع الآخرين التي تجعله لا يشعر بالوحدة والاكتئاب، لذلك يسعى للقاء افراد أسرته، أو أصدقائه، أو أقاربه، أو حتى زملاء العمل بشكل مستمر ليقوّي علاقته بهم ويأنس بهم ويتبادلون أطراف الحديث، فمنذ الأزل، لم يعش الإنسان وحيداً، بل خلق مفطوراً على تكوين العلاقات مع الآخرين والتواصل الاجتماعي، والتواصل مستحب شرعاً، خاصة إذا كان ذات فائدة، وبعيداً عما حرّمه الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم.
انتشرت عادات بين الناس منذ زمن بعيد، حتى جاء الدين الإسلامي ليحرّمها منذ بدء انتشاره ، لما لها من أثر سلبي على المجتمع، كالغيبة، والنميمة، والبهتان، والهمز، واللمز، حتى نزلت آيات كريمة دلّت على حرمة ذلك، وكما جاءت أحاديث نبوية شريفة صحيحة تحرّم ذلك أيضاً، كما حث الدين الإسلامي الحنيف المسلمين على الابتعاد عن هذه العادات التي تنشر البغضاء بين الناس، امتثالا لأوامر الله تعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلّم، ولم يحرّم الله تعالى أمراً إلا وكان في تهلكة للأمة.
سنتحدث اليوم، عن الغيبة والنميمة، وحرمتها، والأدلة الشرعية المحرّمة لها، ومخاطرها، ومواقف على ذلك من السلف، وطرق الابتعاد عن هذه العادات السيئة، وكفارتها وكل ما يتعلّق بالأمر.
الغيبةهي إحدى الكبائر التي حرمها الله عز وجل ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ذكر ما يكره المسلم في أخيه من عيوب به، فهي الضغينة بين أفراد المجتمع أو العائلة أو المجموعة الواحدة التي ينضم إليها المغتاب والمغتاب به، ويندرج في قائمة الغيبة كل من الهمز واللمز، حيث توّعد الله تعالى في كتابه العزيز كل هماّز لماّز، قال تعالى: "ويل لكل همزة لمزة"، وهي تشمل الفعل، والقول، والإيماء، والغمز على أحد الأشخاص، أو الكتابة أو أي حركة أو إشارة تدّل على الهمز أو اللمز.
أثر الغيبة في المجتمعهي واحدة من الكبائر التي حرّمها الله تعالى، ولا تختلف عن الغيبة في حرمتها، ولكن الفرق بأنّ النميمة هي السعي لنقل الكلام بين شخصين، وذلك سعياً لإيقاع التفرقة بين الأشخاص، وقد حرّمه الإسلام كتاباً وسنة، حتى فيما لو كان الكلام المنقول صحيحاً أو باطلاً، لما يؤدي له من إفساد في العلاقات بين المسلمين.
أثر النميمةمن الأولى للمسلم أن يبتعد عمّا هو محرّم شرعاً وما نهى عنه الإسلام حتى لا يضطّر للبحث عن كفارة لما فعل، واجتناب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلّم ومن بينها "الغيبة والنميمة" والتي تؤدي إلى التهلكة، ومن وقع في المحظور فيجب عليه ما يلي:
الغيبة والنميمة صفتان مذمومتان، دينياً ودنيوياً، فإنّ المغتاب والنمّام مبغوضان لدى الناس ولدى رب العالمين، إذ توّعد الله تعالى المغتاب والنمّام بالعقاب العسير، حيث إنّ كلمة واحدة من الممكن أن تهوي بالمسلم سبعين خريفاً في نار جهنم، فيكون من الخاسرين، أمّا في الدنيا فيصبح مكروهاً لدى الآخرين ويتجنّب الناس الجلوس إليه ومحادثته لما يتصّف به من صفات سيئة.
المقالات المتعلقة بكيف تتخلص من عادة الغيبة والنميمة